Abstract:
هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع التدريب المهنى في السودان والتحديات التي تواجهه في ظل التطورات التكنولوجية المستمرة إضافة إلى تطور العلوم والمناهج، وتتمثل أهمية الدراسة في أنها تعمل على لفت نظر المسؤلين والمهتمين بالتدريب المهني في جميع المستويات إلى ضرورة تشخيص الوضع الحالي للتدريب المهني وتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف التي تساعد على حل جميع مشاكله من أجل أن تصبح المؤسسات التي تعمل في هذا المجال قادرة على المنافسة مع مثيلاتها في الدول الأخرى لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، بالإضافة تطوير عملية التحسين المستمر في التدريب المهني، حيث يمثل ذلك الاستثمار الأمثل لرأس المال البشري، ولتحقيق أهداف البحث. استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي وذلك من خلال وصف الظاهرة عن طريق الوثائق والمستندات والدراسات السابقة ذات الصلة إضافة إلى تحليل إستجابات المختصين والخبراء في مجال التدريب المهني وهم يمثلون عينة البحث القصدية عن طريق المقابلات التي أجريت معهم. وتوصلت الدراسة إلى النتائج تؤكد أن أعداد مراكز التدريب المهني في السودان غير كافية لتقديم الخدمات التدريبية في مختلف التخصصات ولمختلف الفئات والمستويات، وذلك في ظل الزيادة السكانية الهائلة، والطلب المتزايد على التعليم بالإضافة إلى التحديات التي تتمثل في الخلل الموجود في مخرجات العملية التدريبية وسوق العمل بسبب انخفاض جودة العملية التدريبية وعدم القدرة على توفير الاحتياجات التدريبية، مع ضعف التمويل وعدم وجود المعايير الوطنية لهذا النوع من أنواع التدريب. وأوصت الدراسة بالعمل على زيادة أعداد مراكز التدريب المهنى في جميع أنحاء العالم مع التوسع في التخصصات المختلفة وذلك بعد اجراء المسح السكانى وتحديد التخصصات الفنية حسب سوق العمل في كل ولاية مع الاستفادة من الشركاء والمانحين الذين لديهم علاقات جيدة مع السودان مثل الصين واليابان وماليزيا وتركيا والبحرين والمملكة العربية السعودية والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في تصميم المعايير الوطنية وتطوير المناهج التي تسهم في تقليل الفجوة بين مراكز التدريب المهني وسوق العمل، مع تدريب المدربين على أحدث المخترعات التكنولوجية وطرق التدريب الحديثة مع إجراء البحوث العلمية التي تساعد على حل مشاكل التدريب المهني