Abstract:
إن للغة العربية أسلوباً منفرداً في مخاطبة النفس البشرية و التأثير فيها بتلك الحروف و التركيب، و يرجع الفضل في صحة ذلك إلى علم النحو و أحكامه في تركيب الجملة ثم ربطها بجمل أخرى تنوعت بين الجمل الأسمية و الفعلية و بحسب الأغراض و المقاصد. فغرض كل كلام هو اقتفاء أثر المعنى الذي تؤديه الكلمة في سياق تركيبها.
فأول نظم هو ذلك النظام الصوتي الذي قسمت فيه الكلمة إلى حركة و سكون تقسيماً يجدد نشاط السامع لسماعه، ثم تندرج هذه الكلمة في تراكيب مع ألفاظ أخرى منسجمة على قواعد محكمة، ثم انتظام هذه التراكيب على نظام ربط فريد لتأدية المعنى فالضرورة توجب وجود رابط يقوم بذلك.
إن معظم الدراسات السابقة لم تفرد للروابط مساحة خاصة بها لدراستها إلا ضمن ما تنضوي إليه من أقسام و مباحث علم النحو. لذلك تأتي أهمية هذه الدراسة في كونها تسهيلاً لطالب العلم، فإذا علمنا أن الروابط منها ما هو حرفي و منها ما هو الاسمي ، فإن هذه الدراسة تجيب عن سؤال ما دور الضمير في الربط، و ما علاقته بالروابط الأخرى و هل لاتصاله بالاسماء و الحروف و الأفعال دلالة تختلف من موضع إلى موضع؟ و ما أثر ذلك على البناء سواء كان البناء يختص بتركيب الجملة أو بناء الكلام عامة أو القصة؟ .
و المنهج المتبع في الدراسة المنهج التحليلي الوصفي و من ثم الاستنتاج، ذلك أن كل عنصر في بنية النص يمثل جزءاً في بناء دلالته سواءاً كان عنصراً صوتياً أم صرفياً أم نحوياً.
بالنظر إلى سورتي (محمد و يوسف عليهما السلام) نجد هناك معنى عام تتبعه معان أخرى ربطت بين أجزائها في نسق واحد روابط منها الضمير تمثل حدود الدراسة. إن التركيز على الضمير في النصين أمر له مدلوله الذهني ما يجعل السامع في حالة نشاط عقلي دائم.
و خلصت إلى نتائج منها إنّ أكثر الروابط الاسمية تكراراً هي الضمائر و أسماء الموصول غير أننا لا نحسُّ بتكرارها لأن اسم الموصول يختلف معناه باختلاف جملة الصلة و كذا الضمير العائد يختلف باختلاف جملة الصلة، فالعلاقة بين الضمير و اسم الموصول علاقة معنى و ربط تؤديان دوراً واحداً هو المعنى بمرونة تتوافق مع أي موقف. و إن ما يختص به الضمير من البناء و الجمود أمر مثير للانتباه، ذلك أن بنيته تثبت على صورة واحدة غير متغيرة ، متكررة مع ثبات معناه و دلالته، فاختصار لفظه و جموده ازالت الالتباس ما جعل التركيب بعيداً عن التعقيد الذي يثير غضب السامع فالراحة النفسية ينتج عنها إثارة الانتباه و من ثم التركيز على المعنى.