Abstract:
صناعة التشييد وما تنتجها من محلفات صلبة وسائلة، وهيمنة القشرة الزجاجية على واجهات المباني توجهت المساكن الخارج بدلا من الداخل وانكشفت فتحاتها على أشعة الشمس المباشرة وأزداد إستنزاف الطاقات والموارد سببت كثير من الأضرار بصحة البيئة نتيجة للنشاط الزائد للإنسان بحكم إستخدام التكنولوجية الحديثة في صناع التشييد دون النظر إلى مخاطرها هذا أدى إلى ظهور ما يسمى بظاهرة المباني المريضة.
يهدف البحث في إيجاد إطار عمل لقياس تخطيط و تصميم المشروعات الحديثة و تفسير التكامل بين العمارة الخضراء والمدن التكنولوجية كنموذج ذي دلالة في مجال التخطيطالعمراني والعمارة وإستنتاج مؤشرات جديد لمدن تكنولوجية صديقة للبيئة تحقق مبادئ ومعايير العمارة الخضراء بغرض المساهمة الإيجابية في الحد من التلوث البيئي، وإعداد قاعدة بيانات خاصة لمدن تكنولوجية بالمناطق الحارة كدراسة حالة (مدينة إفريقيا التكنولوجية) السودان .
ولتحقيق هذه الأهداف والوصول للنتائج، تناول البحث منهجية تطبيق مفهوم العمارة الخضراء في المدن التكنولوجية بعد إستعراض النظريات العلمية والأبحاث التي تناولت مفاهيم العمارة الخضراء ومشروعات المدن التكنولوجية و إستقراء وإستنتاج الخلاصة، مع دراسة الحالة ووالمقارنة لبعض الحالات الموجودة إقليمياً وعالمياً، بإستخدام إستبيانات معدة مسبقاً للمختصين بمجال الدراسة لإستنتاج المؤشرات .
نتيجة تكامل ومساهمة التخطيط و التصميم الحضري، التصميم المعماري، التخطيط الإلكتروني تحقق نتيجة موجبة في تقليل التلوث البيئي للمدن التكنوولوجية، بينما تساهم التصميم الحضري بأعلى نسبة بـــ(23.3%) في التكامل ويليه التخطيط الإلكتروني بنسبة (27.1%)، بينما تساهم التصميم المعماري والتخطيط العمراني بنسبة(21.8%) و (18.8%) بالترتيب في التكامل وهذا يوضح وجود علاقة قوية بين تطبيق مفهوم العمارة الخضراء وتخطيط وتصميم المدن التكنولوجية.
وعليه فإن إستعراض النظريات العلمية و الزيارات الميدانية تتكاملت وتتفاعلت نتيجتها لإيجاد تفسير لمفهوم العمارة الخضراء والمدن التكنولوجية إلا أن ثمة تحديات تواجه تطبيق نتيجة هذا البحث وذلك لنقص التوعية بأضرار تلوث البيئة و غياب رؤية شاملة للدولة في مفاهيم المدن التكنولوجية والتصميم الأخضر وعليه توصل الباحث إلى الآتي:
أولاً: إجراء تطبيق عملي علي نموذج مبنى لمحاكاة العناصر البيئية لإستنتاج معايير بيئية خاصة للمدن التكنولوجية الصديقة للبيئة
ثانئاً: تبني حملة توعوية شاملة بمخاطر التلوث البيئي ومحاسن الخضرة وتشريع قوانين لحماية البيئة و متابعة تطبيق القانون.
أخيراً: إنشاء جمعيات وروابط للمدن التكنولوجية في السودان كمشروعات حضرية تساهم في الإقتصاد القومي.