Abstract:
يتناول هذا البحث موضوع ظاهرة انتاج وتصنيع الالبان في السودان، ومدى تحقيقه للاكتفاء الذاتي والغرض الرئيسي من إجراء هذه الدراسة هو الكشف عن الاسباب الحقيقة للفجوة الكبيرة في مجال إنتاج الالبان في السودان رغم تمتعه بثروة حيوانية هائلة تقدر بنحو 130 مليون راس، وعلى الرغم من تمتع السودان بمناخات متعددة تصلح لتربية جميع حيوانات اللبن، رغم كل ذلك ظلت الفجوة تتسع وتتسع مع مرور الايام والسنين.
فقد زاد استيراد الالبان في الآونة الاخيرة بشكل ملحوظ حيث بلغت قيمة ما استورده السودان من الالبان ومنتجاتها في عام 2006م 62.976.000دولار بعد ان كان 47.787.000 دولار في عام 2005م و27.976.000 في عام 2004م حسب تقرير السنوي لبنك السودان.
اهتمت الدراسة بمعالجة هذه المشكلة والبحث في اسباب تدني وتدهور قطاع الالبان في السودان عامة مع التركيز على ولاية الخرطوم مصحوبة بدراسة ميدانية للحالة بالولاية في شكل استمارات استبيان لكل من: المنتجين، المستهلكين، الباع المتجولين، واصحاب البقالات والسيوبر ماركت. وقد اظهرت الدراسة ان نسبة 54.2% ممن شملهم الاستطلاع يستهلكون لبن البدرة المستورد.
ومما زاد المشكلة تعقيدا توقف عدد من مصانع الالبان التي انشاتها الحكومة او التي تتبع للقطاع الخاص، بعض ان اصطدمت بالمشاكل والمعوقات التي تعترض سبيل تطور هذه الصناعة. هذه المعوقات تنحصر في: المحددات البيئية والطبيعية، والمشاكل والمعوقات الانتاجية والتصنيعية والتسويقية، والمحددات التشريعية والتنظيمية، واخيرا المشاكل والمعوقات التي تعترض سير انسياب التجارة الخارجية للالبان ومنتجاتها.
لكل هذا كان لابد من التصدي لهذه المشاكل والمعوقات التي تعترض طريق تطوير هذا القطاع وتحد من انطلاقه وتقدمه. وقد تركزت الحلول في الآتي: وضع الدراسات الاقتصادية الجادة لقطاع الالبان، تذليل عقبات المنتجين من الرعاة التقليديين واصحاب مزارع الالبان الحديثة، الاهتمام بالتأهيل والتدريب الاهتمام بالرعاية الصحية الجيدة، العمل على اشاعة وزيادة المنشآت الاساسية اللازمة لدعم هذا القطاع من: معبدة مراكز تجميع للالبان وعربات مبردة لنقل الانتاج الي المصانع.
هذا بالاضافة الي الاهتمام بتوفير المناخ الملائم للاستثمار في هذا المجال، توفير الكهرباء والوقود والمياه وتخفيض اسعارها، نبذ البيروقراطية والاجراءات الحكومية العقيمة. وبقيل من الاهتمام من قبل الدولة والقطاع الخاص، والمؤسسات العلمية المتخصصة سوف نصل الي المنشود باذن الله.