Abstract:
أعد هذا البحث لنيل درجة الماجستير في اللغة العربية في النقد والأدب في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، كلية الدراسات العليا ، كلية اللغات ، قسم اللغة العربية، ويتناول : "الذاتية في الشعر العربي في فترة ما قبل الإسلام وصدر الإسلام " ؛ وذلك من خلال دراسة نقدية تطبيقية على شعر بعض الشعراء في هاتين الفترتين وانعكاسات الكون بما فيه ومن فيه وتأثيراته على حياة الشعراء وقتئذ، إذ يتضح أن المظاهر الذاتية لأولئك الشعراء كانت مفعمة بالمضامين الإنسانية التي شكلت الذاتية بمفهومها الأصيل وكشفت عن المعاني المتجذرة في التراث الشعري في تلك المرحلة .
وبتوفيق الله وعونه جمع الباحث مادة البحث ، وقام بصياغتها في ضوء المنهج التاريخي ، والوصفي والتفسيري والتحليلي والاستنتاجي ، وتمت هيكلة البحث على النحو التالي :
الفصل الأول ، قدم فيه الباحث بحثاً موجزاً عن المفاهيم التي تمت بصلة إلى عنوان البحث فكان المبحث الأول عن إضاءة حول مصطلحي "الجاهلية "و" ماقبل الإسلام " . وفي الثاني تناول مفهوم الذات في اللغة وفي القرآن الكريم ، وفي الحديث النبوي الشريف ، وفي الشعر القديم ، ثم عرض لمفهومها في رأي النقاد المحدثين . كما تحدث عن علاقتها بالعلوم الإنسانية :( علم النفس والفلسفة ، والاجتماع ) . وفي نظر الإسلام. وفي المبحث الثالث تعرض لمفهوم الالتزام وعلاقته بالذاتية . وعندما بلغ الرابع تناول مفهوم الشعر في اللغة ورأي النقاد – قدامى ومحدثين - في الشعر .
الفصل الثاني شرع في البحث في شعر ما قبل الإسلام مستخدماً مصطلح الذاتية، حيث تحدث في المبحث الأول عن الذاتية في شعر عروة بن الورد ، في الثاني كان الحديث عن الاتجاهات الذاتية في شعر عنترة بن شداد ، وفي المبحث الثالث تعرض للملامح الذاتية في شعر الأعشى الكبير ( ميمون بن قيس ) . أما المبحث الرابع فكان الحديث فيه يدور حول الاتجاهات الذاتية في شعر حاتم الطائي .
الفصل الثالث كان البحث فيه عن أبرز مظاهر الذات لدى بعض شعراء صدر الإسلام والتي تتمثل في : أثر الإسلام على ذواتهم ، الغزوات وما لها من أثر في نفوسهم ، والجهاد ، والذكريات ، الشجاعة القيم الأخلاقية المستمدة من الحياة الإسلامية ، الموت ومدلولاته ، الغنى والفقر ، المرأة .... فجاء المبحث الأول متحدثاً عن الذات الملتزمة من خلال شعر حسان بن ثابت ، وتناول المبحث الثاني المعالم الذاتية في شعر كعب بن زهير ، وفي المبحث الثالث تعرض الباحث للمظاهر الذاتية في شعر النابغة الجعدي، وعندما أردك المبحث الرابع تطرق للذاتية لدى متمم بن نويرة من خلال بعض أشعاره ثم عقد الباحث مقارنة بين مراثي متمم ومراثي الخنساء .
الفصل الرابع والذي اهتم بالبحث في الموضوعات المشتركة بين الفترتين ومدى العلاقة التي تربط بينها وإلى أي حد تأثرت بالبيئة ، فكان أبرزها : الحياة ومعانيها ، والموت ومدلولاته ، والمرأة ، والغنى والفقر .
هذه الموضوعات مجتمعة كونت ما يسمى بالذات لدى الشاعر . لقد اكتمل بناء البحث بعد الدراسة والموازنة لشعر بعض الشعراء لفترتين، بخاتمة وفهارس عامة ، اشتملت على فهارس القرآن الكريم ، والحديث الشريف ، والمصادر والمراجع ،وفهرس الموضوعات .
يأمل الباحث أن يكون هذا البحث أحد الدواعي التي تدفع الباحثين لمواصلة البحث في مجال الشعر العربي وتسليط الضوء عليه عبر المصطلحات النقدية الحديثة ؛ للتعرف على ما تحتويه من معانٍ خالدة ظلت ترفد باستمرار حياتنا الحاضرة .