Abstract:
شُيَّدت المساجد في اليمن بعد دخول الإسلام اليها في الفترة الأولى من تاريخهِ ، فكانت من أوائل المساجد عمارة وأكثرها إجلالاً ، حيث عُمِرت بأمر رسول أمة الإسلام .
إلّا أنّ تقادم السنون وتزاحم الأيام وضعف الهِمة وعدم المُحافظة على الموروث والإهمال المعنوي والمادي ، أدّى الى ظهور أنماط وأشكال معمارية للمساجد لا تُلبي وتستوفي أسس التخطيط والتصميم لجوهر العمارة الإسلامية ، وبعدم تكامُلها مع البيئة المحلية وإحترام الثقافة والخصائص المحلية .
وبِناءً عليه ِ هدف البحث لدراسة المُشكلة والعمل على إيجاد حلول لها والمُحافظة على الموروث الثقافي المحلي اليمني ضمن رؤية معمارية إسلامية مُتميزة ، وقد إستعرض البحث عِدة دِراسات سابقة دارت حول المفهوم من دون تعمق ورويّه ، إقتصرت على جوانب مُعينة غير هندسية ، وعليهِ قام الباحث بدراسة المساجد فيِمَّا يخص إسلوب بنائها وأنماط عمارتها ( تخطيطياً وتصميمياً ) للخروج برؤية ومنهجية ( مرجعية ) عن أسس ومعايير عمارة المساجد في اليمن .
وقد تمَّت الدراسة حول عمارة مساجد صنعاء ، وتناولت فترة اليمن الإسلامي ، مُعتمدةٌ المنهج الوصفي النظري ومنهج البحث العلمي التحليلي تحقيقاً للهدف الأسمى والنتيجة الأوفى للبحث .
وإشتمل البحث على خمسة فصول كإطار نظري للدراسة تحقيقاً للمنهجية العلمية في البحوث التطبيقية. تناول الباحث مُجَّمل الأفكار والرؤى المعمارية التي تختصُ بعمارة المساجد في مدينة صنعاء من الناحيتين ( التخطيطية والتصميمة ) موضحاً العوامل والمُتغيرات التي أثَّرت على عمارتها سلباً وإيجاباً ضمن منهج علمي مدروس مُعتمداً على ( الدراسات الميدانية وإستمارة الإستبيان المُجتمعي ) لتكوين وبلورة رؤية معمارية ( نتائج ) عامة وشامله عن عمارتها ، ثم تحليلها ومُناقشتها ، للخروج بفكرة واضحة ومفهوم عام ( مرجعية ) كمُقترحات عملية يتمُّ الإعتمادُ عليها كمعايير وأسس تخطيطية وتصميمية لعمارة المساجد في مدينة صنعاء ، ومن ثمَّ تعميمها على مساجد اليمن ، مع مراعاة أوجه الإختلاف والتبايُن في العوامل البيئية المُناخية والثقافية الإجتماعية والجُغرافية التاريخية وغيرها ، وكذلك إضافة بعض التوَّصيات الهامة والمصادر والمراجع .