Abstract:
هذه الدراسة عبارة عن (موازنة بين الشاعرين الأعمى التطيلي وأبي العلاء المعري)، وهما من عصرين مختلفين، فالأول من عصر المرابطين والثاني من العصر العباسي الثاني.
هدفت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على شاعرين تركا أثراً كبيراً في تاريخ الأدب العربي، وذلك من خلال إبراز أوجه التشابه والإختلاف بينهما، كما هدفت الدراسة أيضاً إلى إثبات أن الكفيف لا يقل من حيث الكفاءة والمقدرة العلمية عن المبصرين، وأن العمى لا يقف حائلاً بين النبوغ والتفوق. قمت بتقسيم هذا البحث إلى أربعة أبواب: تناولت من خلالها التعريف بسيرة الشاعرين وحياتهما، والعصر الذي عاشا فيه، ثم تعرضتُ أيضاً إلى الحديث عن المؤثرات التي أثرت في حياتهما، كاالعاهة، ومدى تأثيرها في حياتهما، كذلك المرأة كان لها أثرٌ كبير في هذه الحياة، بالإضافة إلى تأثرهمابالعصر الذي عاشا فيه، وغيرها من المؤثرات الأُخرى، ثم تناولت الدراسة أيضاً اهتمام الشاعرين بوصف السلاح في شعرهما، كما شملت الدراسة أيضاً الأغراض الشعرية التي تناولاها في شعرهما، مع ذكر نماذج لها، ثم أخيراً كان الحديث عن الناحية الفنية من خلال الحديث عن البيان والمحسنات البديعية في شعرهما مع ذكر نماذج لها.
وقد توصلت الباحثة من خلال هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات منها:
عدم وقوف العاهة دون الشاعرين لإظهار ملكاتهما الشعرية، فقد استعاضا عن فقد البصر بذكاء البصيرة، وقد كان شعرهما انعكاساً لأحداث عصرهما، انعكس ذلك في النظرة المتشائمة من قبل الشاعرين إلى الدنيا، وذمها وأزدرائها، والتقليل من شأنها، كما تناول الشاعران في شعرهما كل الأغراض الشعرية.
ورغم عدم تمكنهما من رؤية جمال المرأة فقد تغزلا بها، ومما ميِّز هذا الغزل أنه اتسم بالعفة، وظهر فيه تأثر الشاعرين بالشعر التقليدي القديم من الوقوف على الأطلال، والحديث عن طيف المحبوبة، وذكر النوق والرحلة.
كما أكثرا في شعرهما من التشبيه، وذلك من خلال كثير من الصور التي أتيا بها، وذلك لأن التشبيه يتطلب إمعاناً في الشيء للتمكن من وصفه.
من التوصيات التي أود الإشارة إليها، أن التطيلي شاعر من أعلام شُعراء الأندلس ولكنه لم يأخذ حظه من الشهرة، فيحتاج إلى مزيد من الدراسات للوقوف على هذه الشخصية والتعريف بها بصورة أوسع، كما يعتبر من أبرز كُتاب الموشحات في عصره وله مادة غزيرة تحتاج إلى دراستها.
كذلك المعري له كثير من الآراء الفلسفية التي تحتاج إلى مزيد من الدراسات والوقوف عندها.