Abstract:
يتطرق البحث لقضية هامة هى منهجية الإسلام لفض النزاع في زمن كثرت فيه النزاعات وقلت الحلول. خاصة وأن كثيرًا من التنظيمات والحكومات الإسلامية تسعي لتطبيق منهج إسلامي في الحكم والمعاملات، وفي الرسالة التى توجهها للعالم. كما ظلت بعض التطبيقات تعمق النزاعات بدلاً من فضها. حيث بدا العجز ظاهراً في عدم القدرة على حلول المشاكل الداخلية بالدول الإسلامية. كذلك ظهر الفشل في العلاقات الخارجية. مما شكل مشكلة ذات ثلاثة أبعاد: بعد إسلامى، وبعد دولى وبعد حضارى. عندئذ تجلت الحاجة الماسة للبحث عن المنهجية الإسلامية الحقيقية لفض النزاع. فتلك هى مشكلة البحث.
هنا تأتى أهمية البحث في الدراسة والتحقق من أجل تأكيد الفرضية التى تزعم وجود منهجية إسلامية لفض النزاع. فهى منهجية لها آلياتها القويمة ووسائلها المتقنة، مما يؤهلها للقيام بدور هام. لذا تم تعريفها وتأصيلها. فذلك يحقق أهداف البحث التى قصد منها الباحث الرد على الرأى المخالف، الذى يرفض من الأساس وجود منهجية إسلامية لفض النزاع. (عثمان: 2011م). إلى جانب ذلك يهدف البحث لإثبات المنهجية الإسلامية لفض النزاع، ثم توضيح آلياتها وكفاءة وسائلها المساعدة في فض النزاع.
أيضاً استخدم الباحث كثيراً من أدوات البحث التحقيقية والتحليلية والمقارنة للوصول للنتائج. فتناول البحث دراسات مقارنة بين مفاهيم المنهجية الإسلامية ومنهجيات الحضارات الأخري لفض النزاع، خاصة الحضارة الغربية. كما تعرض الباحث لإثنتين من أحدث النظريات الغربية التى تناولت قضية النزاع، وهما نظرية فوكوياما "نهاية التاريخ"، ونظرية هنتنغتون "صدام الحضارات". كما تم تقديم دراسة وافية للمنهجية الدولية لفض النزاعات، ومناقشة ثلاثة نماذج لأحدث آلياتها لفض النزاع (DDR). هذا وقد ركز البحث على دراسة حالة تطبيقية للمنهجية الإسلامية لفض النزاع عبر التجربة المسماة بالمشروع الإسلامي الحضاري في ماليزيا خلال العقدين الأخيرين.
فقد كان من أهم النتائج التى توصل لها الباحث وجود منهجية إسلامية لفض النزاع. كما أن تلك المنهجية لها آلياتها و وسائلها المساعدة في درء النزاع قبل وقوعه ثم فضه إذا وقع. كما للمنهجية الإسلامية وسائل إضافية لمعالجة آثار النزاع وجبر الضرر. أيضاً من النتائج التى توصل لها البحث شمول المنهجية الإسلامية لفض النزاع لحلول كافة أنواع النزاعات مما يجعلها متفوقة على المنهجيات الأخرى في العالم. أيضاً أثبت البحث أن تطبيق المشروع الإسلامى الحضارى في ماليزيا استند كثيراً على أسس المنهجية الإسلامية لفض النزاع مما يجعله الأقرب للمنهجية الإسلامية لفض النزاع متفوقاً على غيره من التطبيقات الحديثة.