Abstract:
أجريت هذه الدراسة في النزاعات و أثرها على التنمية بولاية جنوب كردفان، إن النزاعات التي كانت مستمرة ردحاً من الزمن لها آثار سالبة على التنمية بكل أوجهها الإقتصادية والإجتماعية والبشرية، هذه الدراسة محاولة لمعرفة حالة المجتمعات في جنوب كردفان قبل النزاع و بعده و الآثار الجانبية التي لحقت بالمنطقة خاصة في مجال التنمية من النزاعات. ولاية جنوب كردفان هي موطن لمجموعات عرقية و قبائل متعددة (نوبة، بقارة، داجو، جلابة، وفلاته). تعتبر ولاية جنوب كردفان واحدة من أغنى الولايات في السودان في كل الموارد الطبيعية و الثروات، لأنها تمتاز بالأراضي الخصبة، عمل السكان في جنوب كردفان بالزراعة و هي الحرفة الرئيسية لهم قبل الحرب وهم السكان الوحيدون قبل الحرب مكتفون ذاتياً من الموارد. لكن الآن بعد النزاعات التي إستمرت لفترات طويلة، فقد نزح البعض منهم إلى خارج القطر للدول المجاورة و البعض منهم نزح إلى داخل المدن الكبيرة وبعضهم نزح داخل الولاية. و بسبب النزوح فقد تركوا مزارعهم وتأخرت التنمية. ولإنجاز هذا البحث لقد أتبعت الأهداف: معرفة تطور النزاعات؛ معرفة الجذور التاريخية للنزاعات؛ إبراز دور التنمية في حل النزاعات؛ تطور نهج الإدارة الأهلية. وعلية, فأشكالية البحث تتمحور حول تأثير النزاعات على عمليات التنمية بمستوياتها المتعددة , ولقد تجسد ذلك التأثير بشكل واضح فى ولاية جنوب كردفان التى أتخذتها الباحثة كحالة دراسية لتبيان أثر النزاعات على التنمية فى تلك الولاية. ولقد ارتكزت الدارسة على فرضين رئيسيين هما: ان التنمية هى طريق استراتيجى لتحقيق السلام والرفاهية, ان النزاع لايخلق تنمية.
أوصت الدراسة بنشر طرق جديدة لرفع الوعي الثقافي بين القبائل في جنوب كردفان و إدخال مادة دراسات السلام في كل المدارس كمنهج حتى الجامعة وعلى سياسات الدولة المواكبة في كل الإنشاءات خاصة التي تخص التنمية و ذلك بضرورة إلقاء الضوء و تقديم دراسة تحليليه للنزاعات بجنوب كردفان و توفير مرجعيه لتطوير برنامج الإنذار المبكر الذي يساهم بقدر كبير في الإعداد لبناء السلام في المستقبل . أهمية توجية الجهات الرسمية و الشعبية و المنظمات الطوعية بطرق حل النزاعات و دورها في بناء السلام و للبحث نتائج هامه تساعد في التخطيط لكيفية رفع الوعي في المجتمع و المؤسسات حول بناء السلام و فض النزاعات و تكريس جهود السلام المستدام.