Abstract:
هدفت الأطروحة لدراسة منهج نظرية السلالم الخماسية الشفاهية ، وتطبيقها فى غناء البجه الناطقين بالتبداوية ، وإجراء المقارنة بينها وبين التطبيق القائم في السلالم الخماسية في الغناء الحديث فى وسط السودان (أم درمان أنموذجاً) . التي أعتمدت على النظرية الغربية الأوربية فى المصطلح والأسماء ، وذلك بغرض توحيد النظرية والمصطلح وفق فلسفة تستند على نظرية سودانية يمكن تطبيقها بسهولة ويسر ، حتى يتمكن العاملين في ميدان الغناء والموسيقى الخروج من دائرة إستعارة المصطلحات والأسماء التي لا تتفق وثقافة السلم الخماسي السوداني فى الغناء الحديث .
اعتمد الباحث في إعداد الأطروحة على مصادر ومراجع عربية وأجنبية ودراسات وبحوث ، ومقالات تم نشرها في دوريات . إضافة لمصادر صوتية في شكل برامج إذاعية خاصة مع بعض رواد الأغنية الحديثة – إضافة للمصادر الغنائية الموثقة من قبل الإذاعة السودانية "أم درمان" إلى جانب الجمع الميداني للغناء من منطقة البجه بشرق السودان ، ومقابلات شخصية .
اشتملت الأطروحة على ثلاثة أبواب وخاتمة ، بدءً من المقدمة التي تناولت دواعي اختيار موضوع الأطروحة ، بالإضافة لمشكلة الأطروحة وأهدافها ، وأهميتها ، ثم حدودها المكانية والزمانية ، ووسائل وأدوات البحث ، منهج البحث ، فرضيات البحث وأسئلته ، مجتمع البحث ، وعينة البحث المنتج ، بجانب المصطلحات التي تعامل معها الباحث . كما تعرض لمنهج وإجراءات البحث متخذاً المنهج الوصفي ، والتحليلي ، والمقارن فى إطار تاريخي لعرض ودراسة العينات المختارة ، وذلك لما لهذه المناهج من صلة بهذا النوع من البحوث .
ثم عرض الدراسات السابقة فى الفصل الثاني من المقدمة على حسب الأسبقية الزمنية، ثم التعقيب عليها مع إيراد نقاط الإستفادة منها وموقع الدراسة الحالية من الدراسات السابقة.
أحتوى الباب الثاني (الإطار النظري للأطروحة) على ثلاثة فصول ، أهتمت بأدبيات الأطروحة ، حيث تطرقت للبجه الناطقين بالتبداوية ، تاريخاً وموقعاً جغرافياً ، وموسيقاهم. أيضاً مدن ملتقى النيلين "العاصمة المثلثة" بالتركيز على مدينة أم درمان ، ثم الإذاعة السودانية ، ورواد الأغنية الحديثة في الإذاعة . والغناء والآلة الموسيقية المصاحبة ، والأثر الفني لدارسي الموسيقى الأوّل ، بالإضافة للمؤثرات الخارجية كذلك الثقافة ، ومفهوم الثقافة ، وخصوصيتها بالإضافة للمجال الثقافي ، وثقافة المدينة ، ثم الثقافة الموسيقية ومصادرها ، مولد الأغنية الجديدة في أم درمان وأثر الثقافات الموسيقية الغربية، واستعارة نظرية السلم الموسيقي الغربي . كما تعرض لمعهد الموسيقى والمسرح والفنون الشعبية – منذ أن كانت فكرة إلى ميلادها وأهدافها – إلى معهد الموسيقى والمسرح ومدى الاستفادة من المنهج الأوربي . أيضاً أثر معهد الموسيقى على الوسط الفني والإذاعة . وأشتمل هذا الباب "الثاني" على السلم الموسيقي ، وتباين السلالم وضم ذلك : السلم الموسيقي الشرقي في آسيا ، نظرية السلم فى الموسيقى الشرقية العربية المصرية ، وثقافة السلم الموسيقي الغربي ، ومراحل تطور التنظير إلى مراحل ضبط السلالم الموسيقية "الغربية" إضافة لتباين قياس الأصوات في أوربا ، والسلم الدياتوني والتطورات النظرية للسلالم ذات الأبعاد المتساوية . كما ضم هذا الباب السلم الخماسي ؛ تعريفه ، ورؤية الغرب للسلالم الخماسية ، إلى أن ختم بالسلالم الخماسية فى أغاني البجه الناطقين بالتبداوية، وكيفية معرفتها ، وطريقة الضبط "الكانوب" بالإضافة للسلالم الخماسية الرئيسة؛ "كانوب الشمبر" والفرعية ؛ كانوب الشمبر الدفدون .
ضم الباب الثالث الإطار العملي للأطروحة ثلاثة فصول ؛ عرض الباحث في الفصل الأول نظرية الكانوب الخماسي في أغاني البجه التبداوية من خلال عرض وتحليل العينات المختارة من الأغاني ، جاء العرض إتساقاً مع فرضيات الأطروحة ، وقد أظهر التحليل أن هناك سلمان خماسيان وهما كانوب الشمبر ، وكانوب الشمبر الدفدون "فرعي" بالإضافة لسلالم فرعية ثانوية تنسب لكانوب الشمبر . أما الفصل الثاني فقد أشتمل على عرض وتحليل عينة الفئة الثانية "الأغنية الحديثة" متضمناً ثلاثة وعشرين عينة مما جعل النسبة بين الاثنين (1 : 2) تقريباً .
أشتمل الفصل الثالث في الباب الثالث على عرض وتحليل الكانوب شمبر والشمبر الدفدون ، وجاء العرض متسقاً مع فرضيات الأطروحة وأسئلتها من خلال جداول صممت خصيصاً لذلك . ختم العرض والتحليل بصياغة النظرية بعد التحقق من الفرضيات (1) (2) والإجابة على الأسئلة المتصلة بها . ثم بعد ذلك عرض وتحليل السلم الموسيقي في الأغنية الحديثة إتساقاً مع الفرضيات والأسئلة المتصلة بها في جداول المقارنة والمطابقة ، حيث تم إجراء الدراسة المقارنة مع الكانوب الخماسي تحت عنوان ؛ أنواع السلالم الموسيقية في الأغنية الحديثة "أنموذج أم درمان"
قاد العرض والتحليل والدراسة المقارنة إلى ؛ السلم الخماسي بين النظرية والتطبيق ، ومن ثم جداول النسب المئوية لمجموعات السلالم المستخلصة من العينات ، وأخيراً أنواع الضروب الإيقاعية التي وردت في العينات .
جاءت خاتمة الأطروحة مشتملة على النتائج ونص النظرية . بالإضافة للتوصيات ، كما ضم مكتبة البحث والملاحق . وبذلك تحققت الأهداف المرجوة من الأطروحة . وقد جاءت أهم النتائج التي توصل إليها الباحث في الآتي :
• إختلاف ذبذبات الصوت A كمعيار للقياس في لحن أغنية البجه التبداوية عن الديابازون الغربي بفارق 50 – 55 Hz (390 – 395) (385 – 390 Cent) ، وفي ألحان أغاني أواخر الأربعينات ومطلع الخمسينات من القرن العشرين بفارق 40 Hz (400 – 405 Cent) .
• إختلاف نظرية السلم الخماسي فى أغنية البجه التبداوية "الكانوب" في المنهج والتطبيق عن النظرية الغربية الدياتونية ، والشرقية المصرية كماً ونوعاً وقياساً بالواندوب كمعيار للضبط . الشيء الذى يؤكد الخصوصية الثقافية .
• يعرف السلم الخماسي الرئيس بكانوب الشمبر بأبعاد (2/3 ، 1 ، 2/3 ، 1 ، 1) بغض النظر من أي الأصوات يبدأ السلم . وشكلت نسبة 25% من النسبة العامة في العينة المختارة . ويعرف السلم الخماسي الفرع الأول (I) بكانوب شمبر الدفدون "مقلوب الشمبر" ويُبنى على الصوت الخامس من كانوب الشمبر .
• تمثل آخر علامة خفض (Flate b) فاعلة في دليل السلم الخماسي صوت أساس (Tonic) السلم الخماسي الرئيس ، وإذا لم توجد علامة فى دليل السلم يعتمد على قاعدة الأبعاد لمعرفة ما إذا كان السلم رئيس أم فرعي . كما تبعد آخر علامة رفع (Sharp #) فاعلة في دليل السلم الخماسي عن صوت أساس السلم الرئيس بمقدار بعدين كبيرين أعلى من صوت الأساس "ثالثة كبيرة" (Major third)
(D F#) (A C#) (E G#) .. الخ .
• الأبعاد مثل (A – C) ، (E – G) ، (B – D) وما يطابقها في السلالم الخماسية أبعاد ثانية زائدة (2/3) لأن نصف الصوت لم يكن من أصل الثقافة الخماسية التي لم تحمل نصف الصوت (Semitone) . إذ أن العلاقة بين الأصوات علاقة مباشرة دون وجود صوت ثالث يتوسط الصوتين حتى يتم حساب بعده .
• إستخدام سلالم سداسية خالية من نصف البعد لعدم حركة الصوت السادس في صعوده نحو الصوت الذي يمكن أن يكون معه نصف البعد .
• تأكد الفرق في علامات الرفع والخفض ما بين السلم الخماسي والسلم السباعي (الغربي) اللذان يشتركان في صوت أساس واحد ، مع الإختلاف في الكم والنوع بمقدار علامة (b , #) مما لزم عدم رسم العلامة غير الفاعلة في دليل السلم .