Abstract:
منذ أن خلق الله الإنسان استخدم وسائل وتقنيات مختلفة في بساطتها ودرجة تعقيدها لتربية أبنائه وتنشئتهم اجتماعيا ، بحيث يصبحون قادرين على وعي متغيرات الحياة والنماذج السلوكية التي تجعلهم قادرين على تعلم قيم المجتمع الذي يعيشون فيه ومفاهيمه ونظمه ، وكيف سيسلكون ضمن بيئتهم الاجتماعية التي سيكونون أعضاء فيها، ورغم أن الطفل يولد مزوداً بأنماط سلوكية وراثية وبيولوجية مع استعداد للتكيف مع بيئته ومحيطه . إلا أن الناشئ في هذه المرحلة بحاجة إلى نماذج تقوده وتوجهه وترشده وتأخذ بيده وتكون قدوة له كي يتعرف على الحاجات الضرورية اللازمة له والتي تشبع رغباته وتلبي حاجاته . ضمن إطار ثقافي ينتقل إليه عبر الأجيال السابقة له ، كي يتمثله فكراً وسلوكاً وعملاً . ومن هنا جاء موضوع البحث نماذج القدوة وأثرها في تربية النشء وتنشئته الاجتماعية
وتأتي أهمية البحث من موضوعه الذي يعد عنصراً جوهرياً في ميادين التربية وعلم الاجتماع التربوي , والتوصل إلى تحديد الأسس التربوية والاجتماعية التي تسهم في تشكيل نماذج القدوة للنشء , كما يهدف البحث إلى التعرف على أبرز نماذج القدوة وأثرها في تربية النشء وتنشئته الاجتماعية بدءاً من الأسرة والمدرسة وجماعة الأقران ووسائل الإعلام ودور العبادة وغيرها من مؤسسات المجتمع , وأجاب البحث عن السؤال الرئيسي له وهو ما العلاقة بين القدوة والتربية وأساليب التنشئة الاجتماعية للناشئة وما هي الأنماط التربوية الحسنة التي ينبغي تنميتها والأنماط التربوية التي ينبغي تعديلها بما يضمن تربية وتنشئة اجتماعية صالحة للنشء .
واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي القائم على الوصف وجمع المعلومات وتنظيمها وتحليلها , وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج أهمها , أن للأسرة أهمية بالغة في تشكيل نمط القدوة للنشء لأنها الخلية الأولى التي ينطلق منها وهي التي تضع البصمات في تحديد ملامح وسمات شخصيته .وللمدرسة دور اً فاعلاً بما تقدمه من مناهج تربوية وأنشطة تؤثر في تربية النشء وتنشئته الاجتماعية وكذلك مؤسسات المجتمع الأخرى كوسائل الإعلام ودور العبادة وجماعة الأقران والمكتبات والمسارح والمتاحف وغيرها , والتي قدم لها البحث مجموعة من التوصيات منها :
العمل على بناء أسرة دينية خلقية سليمة تعمل على إشباع رغبات النشء وتلبيتها بما يعود عليه بالنفع .
توفير مناهج وبرامج تربوية هادفة تعمل على تمتين أواصر الترابط بين المدرسة وبقية مؤسسات المجتمع.
اختيار مادة إعلامية تخدم بناء القيم والأخلاق والعقيدة .
أهمية اختيار جماعة الرفاق للناشئ ذات السلوك الإيجابي الحسن الذي يتفق مع معايير المجتمع وقيمه .
العمل على ربط الدين بالمجتمع لما للناحية الروحية والوجدانية من أثر كبير في فهم الناشئ لنفسه وتحديد علاقته بخالقه وبالآخرين ومعرفة حقوقه وواجباته .