Abstract:
• إن "التكنولوجيا الخضراء المباني المستدامة" ليست توجهاً نظرياً أو أماني لا مكان لها من الواقع، بل إنها تمثل توجهاً تطبيقياً عالمياً وممارسة مهنية في أوساط المعماريين والمهندسين المعنيين بقطاع البناء والتشييد فالمعماريون والمهندسون هم المهنييون الذين يستطيعون استخدام التقنيات المناسبة وتطويعها خلال مماريستهم المهنية أثناء تصميم مشاريع المباني والإشراف على تنفيذها .أكثر البشر يعيشون اليوم في تجمعات حضرية تتمثل في المدن الكبري بالتالي تتسبب بالقسم الأكبر من المشاكل البيئية حيث تـُنتِج كميات من الغازات والنفايات الضخمة. إن أسئلة المستقبل الملحة هي: كيف يمكن أن نوقف هذا الجنوح؟ كيف نبني مباني مستدامة تتناسق مع الطبيعة؟
• وتتمثل إشكالية الدراسة الحالية فى أنه وعلى الرغم من الإمكانيات التى تتمتع بها بيئتنا المحلية من كميات هائلة من الموارد والطاقات البديلة مثل الإسطاع الشمسى، إلا أنه لا يتم توظيفها بشكل فعال ، حيث يقتصر استخدامها من خلال تقنيات بسيطة فى مواقع متفرقة، لا تمثل بديلاً كافياً يمكن أن ينافس مصادر الطاقة الحالية (بترول وغيره) والتى قاربت مصادرها على النضوب..,كما إن التوقف عن استخدام الوقود الأحفورى تماما وفي الحال سيكون قرارا خاطئا وباهظ الثمن ، لكن التحول المدروس والمرحلي إلي الطاقات البديلة لن يؤدي إلي ذلك.
• وعليه يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على تطبيق مفاهيم الاستدامة في تخطيط وتصميم وتنفيذ المباني واستخدام الموارد وتقنيات الطاقة البديلة وأوجه الاستفادة منها كمصدر ، وقاعدة اقتصادية لها دورها المهم فى عملية التنمية العمرانية المستدامة. كابسط مثال - كثيرا ما يعتبر البعض أن كلمة نفايات تعني لا قيمة لها. ولكن هذا قد تغير الآن لأن النفايات تستعمل اليوم كوقود، لتوليد الطاقة الكهربائية.
• ولتحقيق هدف الدراسة فقد اعتمد البحث على المنهج التحليلى، والذى قسم محتويات الدراسة إلى أجزاء، يضم الجزء الأول توضيحاً لما تتعرض له بيئتنا من كوارث بيئية كان الانسان هو السبب الاساسي فيها بسبب اسرافه في استخدام الموارد الطبيعية والاستخدام غير المرشد للعلوم والتقانة التي لم تراعي الحفاظ علي البيئة.، ويتناول الجزء الثانى مفهوم الاستدامة البيئية وكيفية تطبيقها في مبانينا ، كما يستعرض الطاقات البديلة التي يمكن الاستفادة منها في خدمة المباني . ويحتوي الجزء الثالث علي استعراض نموذج لمدينة بيئية مستدامة يتم تقديمها كمثال يحتذي فى بيئتنا المحيطة ويوضح الباب ايضا ماتوصل له السودان من استخدام المواد النظيفة وللطاقة البديلة ونموذج لمبني بالخرطوم .
هذا ويحتوي البحث علي دراسة ميدانية في مدينة الخرطوم " استبيان "استهدف المهنيين المتعاملين مع مشروعات البناء والتشييد. وأخيراً ينتهى البحث بمناقشة مجموعة من النتائج، والتى من أهمها :أننا إن لم نتخذ من الاستدامة اسلوباً للحياة فلقد عرضنا مستقبل الأجيال القادمة للخطر .وأن تشجيع العمارة المستدامة وترشيد أساليب البناء واستخدام المواد النظيفة المأمونة واستهلاك الطاقة هي أحد الركائز التي يعتمد عليها نجاح التنمية المستدامة في أي مجتمع .