Abstract:
تحتل المراعي مساحات واسعة في بيئات السودان النباتية المختلفة، وتزداد أهميتها بمردودها البيئي والاقتصادي والاجتماعي. وبالرغم من ذلك تشهد المراعي في السودان تدهور مريع، كما أنها ظلت مهملة وفقيرة ليست من الناحية البيئية والاقتصادية فحسب، ولكن أيضا من ناحية السياسات الرعوية.
من المعلوم أن السياسات الرعوية تساعد على تنظيم استخدام المراعي لضمان استمرارية عطائها والمحافظة عليها. وذلك يملئ إلى ضرورة وجود سياسة رعوية واضحة. من هذا المنطلق تم فى هذه الدراسة بحث الوضع الراهن للسياسات الرعوية فى السودان، ومعرفة لماذا فشلت الدولة عبر العقود السابقة من وضع سياسة واضحة. كما هدفت الدراسة للنظر في إمكانية الخروج بمقترحات وتوصيات تسهم في الإسراع بإعداد سياسة للمراعي فى السودان.
تم جمع المعلومات الثانوية من التقارير والمراجع والدراسات السابقة، وورش العمل. في حين تم جمع البيانات الأساسية من خلال تصميم استبيان وإجراء المقابلات مع المسئولين بالمراعي والرعاة.
توصلت الدراسة إلى أن هنالك قناعة تامة بأن السياسات الرعوية هي بمثابة العمود الفقري بالنسبة للموارد الرعوية والتي عن طريقها يمكن ترشيد استثمارها واستغلالها لتتخذ صفة الاستدامة. وعلى الرغم من ذلك تبين أنه لا توجد سياسة رعوية مجازة رسميا في السودان حتى الآن. وقد أرجعت الدراسة ذلك في المقام الأول إلى أن مورد المراعي يحتل أولوية متدنية في سلم أولويات الدولة، وذلك نسبة للجهل بفوائد المراعي العديدة، عائدها غير مباشر وأنها ذات تكاليف عالية.
أوصت الدراسة بضرورة الإسراع في صياغة وإجازة سياسة واضحة للمراعي في السودان، مع التأكيد على ضرورة إشراك الرعاة بحيث تكون السياسات نابعة من المجتمعات الرعوية ومنسجمة مع تطلعاتها ومستجيبه للتقاليد الاجتماعية والثقافية.