Abstract:
إن مرحلة الطفولة الأولى هي النواة التكوينية لحياة الإنسان, وعليه تترتب مكونات شخصية الفرد, تمثل الأسرة ورياض الأطفال جانباً مهماً في حياة الإنسان. فالطفل هو اللبنة الأولى في أي بناء إنساني, كما تمثل الرسوم المتحركة جزاءاً مهماً في تعليم مرحلة ما قبل المدرسة، وتؤثر تأثيراً كبيراً في نشاطه العقلي والذهني وتحرك أشياء كثيرة في نفسه.
يمثل هذا البحث حصيلة أبحاث ودراسات عديدة لإظهار جوانب التعليم لمرحلة ما قبل المدرسة, ونشأة الرياض كتعليم أولى لهذه المرحلة والغرض منها تنشئة الطفل في السودان من جوانبه المختلفة، كما تعطي الطفل معرفة خاصة بمفهوم اللامعقول واللامحسوس وتنمي فيه التفكير الإبتكاري, كما نجد إن رياض الأطفال بدأت بمجهودات فردية بدون مناهج أو مقررات أو حتى توجيهات فكرية أو ثقافية أو دينية, وكانت تعلم الأطفال بعض المهارات إضافة لترديد بعض الأناشيد, ومن ذلك يتضح أنه في مرحلة قبل الستينات وبدايتها كان تعليم مرحلة ما قبل المدرسة بدون أهداف ووسائل. والطفل له مواهب يجب استغلالها واستعمال حواسه في آن واحد لتلقي المعلومة .. السمع بأحداث الأصوات, والنظر إلى الألوان والأشكال, واللمس خشن ناعم به نتوءات ...الخ.
هنا تدخل الرسوم المتحركة كوسيلة قوية في التربية والتعليم وتنمى القيم الفاضلة من خلال أبطال الرسوم المتحركة، كوسيلة قوية في التربية وتنمية الذوق الفني والأدبي وترفع حاسة الذوق من خلال الحركات والأصوات والخلفيات الملونة.
إن الرسوم المتحركة وسيلة مهمة لإبلاغ الرسائل للأطفال وتنمية قدراتهم على الاستيعاب لمبادئ العقيدة ومعرفة البيئة والتاريخ، ولكن العظات والتوجيهات والأوامر دون إيضاحها بأسلوب تربوي تعليمي تؤدي دائماً لنتائج عكسية وذلك ما ظلت تقدمه أجهزتنا الإعلامية العربية في بعض الرسوم المتحركة المختلفة.
هذه الدراسة تبرز سمات أساسية في تعليم أطفال مرحلة ما قبل المدرسة عن طريق مشاهدتهم لرسوم متحركة تعليمية ومن ثم أثر الرسوم المتحركة الوافدة في تعليم الطفل بالسودان تربويا, ومع كيفية استخدام محتوى تعليمي لهذه الوسيلة المتطورة. ومما سبق كان الدافع من وراء البحث (الرسوم المتحركة وأثرها على الطفل السوادني في مرحلة ما قبل المدرسة), أن يستفيد منه المهتمين في مجال التربية والتعليم وعلم النفس ورياض الأطفال.
استهل الفصل الأول بمدخل الدراسة موضحاً أهمية الدراسة وأهدافها ومشكلة الدراسة وحدودها ومن ثم مصطلحات الدراسة, بعد ذلك الفصل الثاني وهو الإطار العام النظري لدراسة ومعرفة ما في مرحلة الطفولة المبكرة ورياض الأطفال والخلفية التاريخية لقضية تعليم الطفل في السودان والتعليم في مرحلة ما قبل المدرسة, ومناقشة مناهج تعليم مرحلة ما قبل المدرسة ومعرفة الوسائل التعليمية ودورها والرسوم المتحركة كوسيلة تعليمية متطورة, وأثر الرسوم المتحركة الوافدة على تعليم الطفل في السودان, وعن أهمية التلفزيون ودوره في بث الرسوم المتحركة وكيفية اختيار محتوى تعليمي وتطور كتب أدب الأطفال إلى برامج تعليمية كرسوم متحركة وكيفية تصميمها وتنفيذها بمنهجية وقواعد معينة.
أما الفصل الثالث تناول معالجة منهج الدراسة والإجراءات التي تم تطبيقها على مشرفات رياض الأطفال من خلال استمارة الاستبيان والتي تم تحليلها من خلال المحاور التي عرضت على المشرفات وأبدين آرائهن وكذلك متغيرات تلك المحاور مع الدراسة بخطوات إجرائية ثابتة ومعالجة إحصائية.
والفصل الرابع الذي أشتمل على نتائج الدراسة ونموذج لقصة سودانية متطورة كرسوم متحركة وأخيرا الفصل الخامس والذي احتوى على الخاتمة والتوصيات (التي تود الباحثة أن تنشر فيها الرسوم المتحركة إلى التوصيات إذا ما داهمها الوقت) والمراجع والفهارس.