Abstract:
النحو أساس ضروري لكل دراسة للحياة العربية في الفقه، و التفسير ،و الأدب، والفلسفة، و التاريخ ،و غيرها من العلوم ، ولا يمكن إدراك المقصود من نص لغوي دون معرفة بالنظام الذي تسير عليه هذه اللغة ،فعلم النحو لسان اللغة ، بل ولسان الأمة العربية، والقانون الذي يحفظها من اللحن ، فهو يحتل مكانة فريدة ،ومنزلة سامية له حيويته، وأهميته في أداء وظائفه ،و أهدافه ،وتميزه بصفات لا توجد في غيره ، فهو مرتكز من مرتكزات الثقافة العربية الإسلامية التي قامت منذ آلاف السنين ،و التي سطع نوره في الشرق ،و الغرب .
ولقد كان الهدف الرئيس من هذا البحث بناء برنامج نحوي تدريبي مقترح ؛ لتنمية المهارات الأساسية للنحو العربي لدى طلاب الصف الثاني عشر بغزة، ومعرفة أثر هذا البرنامج، ولذا فقد استخدم الباحث ثلاثة مناهج : المنهج الوصفي، والمنهج البنائي، والمنهج التجريبي، ولقد تكونت عينة البحث من ثلاث عينات أساسية : العينة الاستطلاعية، وتكونت من (50) طالباً منهم (25) طالباً من القسم العلمي، و(25) طالباً من القسم الأدبي ، ولقد استخدمت ؛ للتأكد من صدق الاختبارين التشخيصي ،والتحصيلي المستخدمين في الدراسة، وعينة تحديد ،و تقويم الواقع : وتكونت من (200) طالب منهم (100) طالب من القسم العلمي، و(100) طالب من القسم الأدبي، ولقد تم استخدامها ؛ للتعرف إلى واقع إجادة طلبة الصف الثاني عشر للمهارات النحوية، والعينة القصدية للبحث ،وتكونت من (200) طالب تم استخدامهم في تجربة البرنامج المقترح ،حيث تم اختيار مدرسة الشارقة الثانوية للبنين بطريقة قصدية.
ولقد استخدم الباحث أربعة أدوات هي : أداة تحليل المحتوى، والاختبار التشخيصي، والبرنامج المقترح، والاختبار التحصيلي، ولقد استخدمت كل أداة من الأدوات المذكورة على مراحل، حيث استخدم الاختبار التحصيلي مثلاً في مرحلتين ،وكل أداة كذلك مرت في مرحلة أخرى من مراحل البحث، ولقد مر البحث بخمس مراحل هي:
المرحلة الأولى: وهي مرحلة التحليل: وفي هذه المرحلة تم تحليل المنهاج، ووضع اختبار تشخيصي في ضوئه للوصول إلى الصعوبات التي يعاني منها طلبة الصف الثاني عشر بقسميه (العلمي والأدبي) ولقد اشتملت هذه المرحلة تحليل المحتوى؛ للخروج بالمهارات النحوية العليا.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة التشخيص ،وتقويم الواقع : حيث تم بناء الاختبار التشخيصي ،والتأكد من صدقه ،وثباته، ثم تطبيقه على عينة تحديد الواقع ؛للوصول إلى
الصعوبات في تلك المهارات، حيث تم تحديد المهارات النحوية لدى طلبة الثانوية العامة بفرعيها " الأدبي والعلمي" ولقد تم في هذه المرحلة التعرف إلى واقع إجادة طلبة الصف الثاني عشر للمهارات النحوية، حيث طبق على هذه العينة الاختبار التشخيصي بعد تقنينه، والتأكد من صدقه ، وثباته، وتم تحليل إجابات الطلبة ، وجمع الاستجابات الصحيحة لكل فقرة على حدة، وللموضوع الواحد، ثم تحديد النسبة المئوية لكل فقرة من فقرات الاختبار؛ تمهيداً لحساب النسبة المئوية لصعوبة كل موضوع ،ولقد تبين أن هناك ثلاثة موضوعات نحوية سهلة ،تمكن معظم الطلبة من إجادتها هي " لا النافية للجنس، واسما الزمان والمكان، والمصدر الميمي " ، وأن هناك خمسة موضوعات بها صعوبة لا يجيدها الطلبة جيداً وهي " الحال، والتمييز، والاستثناء، والنسب، والتصغير ".
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التصميم: وفي هذه المرحلة تم تصميم البرنامج النحوي التدريبي المقترح، وكذلك تم تصميم الاختبار التحصيلي ،الذي طبق قبل بدء التجربة، وبعدها؛ للتأكد من فعالية وأثر البرنامج المقترح، حيث تم إعداد الاختبار التحصيلي ؛لقياس مستوى تحصيل الطلبة في الموضوعات ،التي كونت محتوى البرنامج، قبل وبعد تدريسه، ثم قام الباحث بضبط متغيرات العمر، والتحصيل العام، والتحصيل في اللغة العربية، وفي الموضوعات النحوية المقصودة، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي، ومعلم المادة.
المرحلة الرابعة: مرحلة تطبيق البرنامج: حيث قام الباحث بتدريس مجموعات البحث الأربع بمعدل حصتين في الأسبوع لكل مجموعة ،حيث درست المجموعتين الضابطتين بالطريقة العادية ،دون إحداث تغييرات عليها، وقام بتدريس المجموعتين التجريبيتين البرنامج المقترح في مادة النحو العربي.
المرحلة الخامسة: وهي مرحلة التقويم ،والخروج بالنتائج: حيث تم تطبيق الاختبار التحصيلي على مجموعات البحث الأربع، ولقد قام الباحث بتفريغ استجابات الطلبة على الاختبار التحصيلي القبلي ،والبعدي ثم قام باستخدام الاختبارات الإحصائية التالية للخروج بالنتائج النهائية للدراسة : وهي اختبار T.test لعينتين مستقلتين، واختبار T.test لعينتين مرتبطتين، ومعادلة حجم التأثير بحساب مربع إيتا "η 2 "، حيث تم الوصول إلى النتائج.
ولقد أسفر البحث عن النتائج التالية:
1-وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي درجات طلاب المجموعة الضابطة ،الذين يدرسون بالطريقة العادية، ودرجات طلاب المجموعة
2-التجريبية ،الذين يدرسون بالبرنامج المقترح في اختبار المهارات النحوية، والدرجة الكلية للاختبار لصالح طلاب المجموعة التجريبية، وكذلك لصالح منخفضي التحصيل ،ومرتفعي التحصيل من المجموعة نفسها.
3-وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي درجات طلاب القسم العلمي في المجموعة الضابطة ،الذين يدرسون بالطريقة العادية، ودرجات أقرانهم في المجموعة التجريبية ،الذين يدرسون بالبرنامج المقترح في اختبار المهارات النحوية ،والدرجة الكلية للاختبار لصالح طلاب المجموعة التجريبية، وكذلك لصالح منخفضي التحصيل ،ومرتفعي التحصيل من المجموعة نفسها.
4-وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي درجات طلاب القسم الأدبي في المجموعة الضابطة ،الذين يدرسون بالطريقة العادية، ودرجات أقرانهم في المجموعة التجريبية ،الذين يدرسون بالبرنامج المقترح في اختبار المهارات النحوية ،والدرجة الكلية للاختبار لصالح طلاب المجموعة التجريبية، وكذلك لصالح منخفضي التحصيل ،ومرتفعي التحصيل من المجموعة نفسها.
5-وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية ،الذين يدرسون بالبرنامج المقترح قبل ،وبعد تطبيق البرنامج في اختبار المهارات النحوية ،والدرجة الكلية للاختبار لصالح طلاب المجموعة التجريبية ،بعد تطبيق البرنامج، وكذلك لصالح منخفضي التحصيل ،ومرتفعي التحصيل من المجموعة نفسها.1-
2-وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي درجات طلاب القسم العلمي من المجموعة التجريبية ،الذين يدرسون بالبرنامج المقترح قبل ،وبعد تطبيق البرنامج في اختبار المهارات النحوية ،والدرجة الكلية للاختبار لصالح طلاب المجموعة التجريبية ،بعد تطبيق البرنامج، وكذلك لصالح منخفضي التحصيل ،ومرتفعي التحصيل من المجموعة نفسها ،بعد تطبيق البرنامج.
3-وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي درجات طلاب القسم الأدبي من المجموعة التجريبية ،الذين يدرسون بالبرنامج المقترح قبل وبعد تطبيق البرنامج في اختبار المهارات النحوية ،والدرجة الكلية للاختبار لصالح طلاب المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج، وكذلك لصالح منخفضي التحصيل ،ومرتفعي التحصيل من المجموعة نفسها ،بعد تطبيق البرنامج.
وأوصت الدراسة بضرورة تبني مثل هذه البرامج التدريبية في مختلف فروع اللغة العربية ، و تدريب المعلمين عليها .