Abstract:
تعالج هذه الورقة الواقع الذي تعيشه دول العالم النامي وخاصة الدول العربية إذ أن التقدم المذهل في كل جوانب الحياة الذي يحمل في طياته تغيراً حاداً في الأبعاد التربوية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية يشكل مشكلة لهذه الدول. كما أن هذا العصر بإيجابياته وسلبياته يمثل عصراً للإبداع غير مسبوق، مما يحتم على كل دول العالم اللحاق بالركب أو التردي في التخلف. وتهدف هذه الورقة للتعريف بالإبداع وأهميته في عصرنا الحاضر. كما تؤكد على دور التربية والتعليم في مواجهة هذا التحدث من خلال العمل على تكوين الأجيال المبدعة القادرة على تجاوز مشكلات العصر والنهوض بالأمة. وتهدف الدراسة كذلك إلى تحديد العوامل المختلفة التي تساهم في تنمية التربية الإبداعية وأخيراً الكشف عن معوقات الإبداع. وظفت هذه الدراسة المنهج الوصفي مع التحليل المستمر لكل معطيات الواقع في دولة السودان). كما استفادت من عدد لا بأس به من المراجع العربية والأجنبية إضافة إلى الدراسات السابقة، ومواقع الإنترنت وإجراء مقابلات مع بعض أساتذة الجامعات خاصة في المجال التربوي. واطلع الباحثان على تجربة مدارس الموهوبين بالسودان.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها أن العولمة أصبحت واقعاً حتمياً لا يمكن الهروب منه ولابد من مواجهته والتعامل معه والاستفادة منه دون الذوبان فيه. كما لفتت الدراسة النظر إلى أهمية الإبداع وضرورته في هذا العصر خاصة للدول النامية التي تسعى جاهدة لتأكيد ذاتها ووجودها وموقعها في السلم العالمي الجديد. وأكدت الدراسة كذلك على أهمية تكوين الأجيال المبدعة ومواجهة الاستلاب الحضاري في ظل العولمة. وتوصلت الدراسة أيضاً إلى أن الإبداع الحقيقي يحافظ على قيم ومبادئ الأمة وترسيخ الإيمان بدورها ورسالتها الخالدة والعمل على نشرها في أوساط الآخرين والاستفادة من آليات العولمة في هذا الإطار. كما نوهت الدراسة إلى أن أعظم معيقات الإبداع الأساليب التربوية التقليدية القائمة على الكتب والدفع في اتجاه واحد حتى نحصل على مخرجات من طراز الآباء والأجداد. وشددت الدراسة على أن الدول المتقدمة تحرص على تجديد استراتيجيتها التربوية من حين لآخر لتتمكن من مواجهة التحديات المستقبلية عبر الإبداع وخير مثال لذلك النمور الآسيوية التي اتجهت للتعليم مما أتاح لها سبقاً وتقدماً. وأوصت الدراسة بتصميم مناهج ومقررات تربوية ترتقي بالإبداع في جميع المراحل التعليمية. كما أوصت بنشر ثقافة الإبداع في المجتمع حتى يصبح أولوية اجتماعية يحظي بالدعم المعنوي والمادي اللامحدود, انشاء مؤسسات نموذجية متنوعة ترعي الابداع والمبدعين بمختلف المجالات، التعرف عن كثب علي تجارب الدول الناجحة في هذا المجال خاصة الدول النامية , رصد الموارد البشرية والمالية الكافية من اجل تحقيق التوصيات المتقدمة.