Abstract:
تتناولت هذه الدراسة الدِبلُومَاسِية الوِقَائِية كآلية في تسوية النزاعات وهي مجموعة وسائل وإجراءات تستخدم غالباً من الأُمُم المُتَحِدة عبر قرار يتخذه مجلس الأمن لتسوية النزاعات بالوسائل السلمية . بعد أن صارت تمثل هاجسًا كبيرًا ، ومهددًا خطيرًا للسلام ، والإستقرار لعدد كبير من بلدان العالم ، بل ومهدد للسلم والامن . فجاءت أهمية هذه الدراسة لرفد الدراسات الدبلوماسية بإثراء المعرفة لتعزيز دورها في تسوية النزاعات ، حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على تجارب وأعمال الأُمُم المُتَحِدة لتحقيق السلم ، والأمن الدوليين بهذه الوسائل . إضافة إلى تحليل ، وتقويم دور الدِبلُومَاسِية الوِقَائِية في تسوية النزاعات ، وتحقيق السلام عبر دراسة الوسائل ، والاجراءات التي استخدمتها ، والتحديات التي واجهتها . فقد افترض البحث أن هناك دوراً مباشراً للدبلوماسية الوقائية ضمن آليات تسوية النزاعات وتحقيق السلام. كما افترض البحث أن الدِبلُومَاسِية الوِقَائِية بمفهوم الأُمُم المُتَحِدة الراهن في ظل عدم اصلاحها تمثِّل وجهاً من وجوه العولمة . ففي سبيل الوصول إلى ذلك استخدم البحث المنهج التاريخي الوصفي الاستقصائي مستعيناً بأدواته : المقابلة ، والإطلاع على أعمال وتجارب الأُمُم المُتَحِدة في: ليبيريا، وكوسوفو، وتيمور الشرقية . فخرج البحث بنتائج أهمها : الأثر الإيجابي لدور الدِبلُومَاسِية الوِقَائِية في تسوية النزاعات التي تحقق السلم والأمن الدوليين في تلك الدول . كما توصلت الدِّراسة إلى أن الدِبلُومَاسِية الوِقَائِية بمفهومها الراهن تواجه اتهامات تصفها بأنها أداة من أدوات العولمة . ذلك لأن أهم تحديات الدِبلُومَاسِية الوِقَائِية هو استغلالها من بعض الدول ، مما يهدد سيادتها . كذلك إصرار بعثات السلام الأممية على تطبيق تجارب سابقة في مناطق نزاع أخرى . دون مراعاة للفوارق الجوهرية لمسببات وجذور النزاع ، مما يؤدي إلى إعاقة مهمة الأُمُم المُتَحِدة في بناء وحفظ السلام ، فيزيد من حالة الشك الموجودة أصلاً تجاه هذه المنظمة . كذلك توصل البحث إلى أن الجانب النفسي في النزاعات يُشكِّل عاملاً مهماً ومؤثراً ، خاصةً في الدول الأفريقية . فخرج البحث بتوصيات تمثلت في: إصلاح آليات الأُمُم المُتَحِدة في تسوية النزاعات بالوسائل السلمية عبر تعزيز دور الدِبلُومَاسِية الوِقَائِية في تسوية النزاعات ، إضافة إلى التأكيد على إحترام سيادة الدول وفقاً لما جاء في ميثاق الأُمُم المُتَحِدة . كما أوصى البحث الدول وخاصةً النامية ، بأن تُخَفِض الميزانيات التي توجه إلى الإنفاق العسكري لتوجيهها إلى التعليم ، والصحة ، والتنمية ، وبناء هياكل ومؤسسات الدولة ، وبناء دولة الحكم الرشيد لتنعم شعوبها بالسلام المستدام .