Abstract:
هدفت الدراسة الي مقارنة التأثير البيئي للمباني بمنطقة وسط الخرطوم وذلك لما لها من أثر على بيئة المنطقة ككل، وبدأت الدراسة بتتبع تخطيط مدينة الخرطوم العام لمعرفة وضعها الحضري والبيئي ومحاولة مناقشة أكبر مشكلاتها وطرح مقترحات وحلول تساهم في تطوير المنطقة وذلك لتكون دراسة ملهمة لدراسات أخري أعمق للنهوض بعاصمتنا نهوضاً مدروساً من شأنه أن يصل بمدينة الخرطوم الي شكل عاصمة تنافس العواصم الأخرى ولها طابعها المختلف والمميز.
أستخدم في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي حيث أستخدمت الملاحظة في دراسة وضع مدينة الخرطوم في حقبتين (حقبة الإستعمار-العمارة الحديثة) ليتسنى لنا معرفة اتجاه تطور المدينة ما إذا كان إتجاهاً مستداماً أم يجب الوقوف عنده وإعادة تصحيح مساره بما يتماشى مع متطلبات أستدامة المدن. وأستخدمت المقارنة لمعرفة مدي إستدامة مباني المدينة والذي تم بالمقارنة بين مبنى من الحقبة القديمة ومبنى من الحقبة الحديثة وكان لزاما معرفة جودة الأداء البيئي للمباني وذلك لما لها من كبير الأثر علي حياة السكان وصحتهم. واستخدمت الاستبانة كأداة لدراسة اراء المهندسين المعماريين المزاولين للمهنة حالياً ومعرفة إلمامهم بمفاهيم الإستدامة والعمارة الخضراء وأهمية تطبيقها.
توصلت الدراسة الي جملة من النتائج أهمها أن شبكة الطرق في منطقة وسط الخرطوم تحتاج إعادة دراسة ووضع حلول كتوسعة الطرق وإصلاح الأرصفة والتشجير. وذلك على مستوى التصميم الحضري، أما على مستوى المباني فان المباني الحديثة هي محاولة لنقل العمارة العالمية الي السودان، ولكن كان يجب أن تتم دراسة توافق هذه التصاميم مع المناخ ومراعاة متطلباته، وأيضاً أظهرت دراسة حالة المباني القديمة بالخرطوم أن الإهتمام بالبيئة كان واضحاً وجلياً في تصميم المباني والإهتمام بتوجيهها ومواد بناءها وأن الأهتمام بالمردود البيئي للمباني قليل في المباني الحديثة. وعلي ضوء تلك النتائج وضعت عدد من التوصيات أهمها تبني مفاهيم التنميه المستدامة وإستخدام الطاقة البديلة ووسائل الطاقة المتجددة ودعمها لتكون في متناول الجميع وإرسال بعثات للتدريب على صنعها وتركيبها، والتركيز على تدريسها في الجامعات والتشديد على أهميتها.