Abstract:
سلّطت جائحة COVID-19)) الضوء على التفاوتات الاجتماعية والمكانية داخل المدن بشكل غير مسبوق؛ حيث أصبح الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والعزلة الذاتية إحدى الإجراءات الإحترازية الأساسية التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار هذا الوباء العالمي. لا تتعارض هذة الإجراءات مع رغبة الأفراد في التفاعل الاجتماعي فحسب، بل تتعارض أيضًا مع طريقة التصميم الحضري للمدن والتجمعات الحضرية.
تُمثل هذة الإجراءات فرصة جيّدة لإنقاذ المدن وتحقيق مبادئ الاستدامة الحضرية. يُساعد التصميم الحضري المستدام، بأبعاده البيئية والاقتصادية والاجتماعية؛ في مواجهة الأمراض المعدية والحد من انتشارها، لذلك من الضروري التأكيد على أهمية تطوير تصميم المدن والبيئة العمرانية بشكل يوفر بيئة صحيّة للجماعات والأفراد.
من هنا برزت أهمية البحث في دراسة مستقبل التصميم الحضري المستدام في ظل جائحة COVID-19، والتحديات التي واجهتها المدن في الأزمة الحالية، بناءً على صحة الأفراد والمجتمعات. ويؤكد البحث على أهمية التركيز على العلاقة بين التصميم الحضري والصحة العامة، وإعادة التفكير في دور الاستدامة الحضرية للوصول لبيئة حضرية آمنة وصحيّة، وتحوّل المدن إلى نموذج حضري مستدام بتقديم مفهوم جديد للتصميم يضع الرعاية الصحيّة في الإعتبار عند التصميم.
في سبيل ذلك؛ أنتهج البحث المنهج الوصفي التحليلي في دراسة مبادئ التصميم الحضري المستدام، ويستعرض أهم استراتيجيات المدن التي أثبتت فعاليتها في التعامل مع هذا الوباء العالمي؛ وذلك من خلال التدرّج من المدخل النظري إلى دراسة الحالة المبنية على منهجيّ الملاحظة والتحليل. ويقترح البحث توصيّات جديدة في مجال التصميم الحضري المستدام، تسهم في معالجة الإشكالات الحضرية التي أسهمت في انتشار الوباء؛ للمساعدة في تحسين جودة البيئة الحضرية للمدن متى ما واجهت أي أزمات قادمة مستقبلاً.