Abstract:
كل مبنى شكل يعبر عن وظيفته وشخصيته واستعمالاته المختلفة إلى جانب بعض المفردات المكملة وظيفيا وجماليا -
وانشائيا.ً ويندرج تحت هذا الصياغ عمارة المساجد والتي تتمثل في الفراغات الداخلية مثل صالة الصلاة، الأروقة، القباب، المآذن،
المداخل، الفتحات، الحوائط، الأقواس والسقوفات إلى جانب )الأعمدة والحلبات والزخارف والمقرنصات والكرانيش والشرفات
موضوع الدراسة( تهدف هذه الورقة إلى البحث في فلسفة معايير تصميم المساجد ذات الطراز العربي والإسلامي وذلك من خلال
دراسة بعض عناصرها البنائية مثل الأعمدة داخل صالات الصلاة وخارجها والعناصر البنائية الزخرفية كالمقرنصات، الشرفات
والكرانيش، منهجية هذه الدراسة ووسائل البحث اعتمدت على دراسة حالة بالمقارنة بين مسجدين في الخرطوم جاء احدهما بمفرادت
العمارة أعلاه والآخر جاء خاليا منها تماما حيث جرت المقارنة بين المسجدين من الناحية الجمالية الزخرفية لهذه العناصر المكملة
موضوع الدراسة في هذه النوعية من مساجد "الطراز العربي والإسلامي"، وتتمثل مشكلة البحث في عدم وجود مكونات المسجد
الإضافية الوظيفية منها والجمالية خلافا لمسجد رسول الله )ص( والذي اتسم بالبساطة مواداً ووظيفة واختصاراً في ذلك الزمان
استعملت فيه جذوع النخل "كأعمدة" ثم تطور في حقبة الخلفاء الراشدين وتابعيهم حتى أصبح بشكله الحالي في زماننا هذا تزينه
العناصر موضوع الدراسة والعناصر الأخرى وتكنولوجيا البناء والخدمات، وخلصت الدراسة إلى أن المساجد الحديثة بالخرطوم
والتي تمثلها في هذه الدراسة مسجد جامعة الخرطوم )الخرطوم( والذي خلا تماما من الأعمدة والمقرنصات والشرفات والكرانيش
يمثل نموذجا لمساجد ذات طراز آخر لا توجد به العناصر الزخرفية للمساجد ذات الطراز العربي والإسلامي على عكس النموذج
الآخر مسجد الشيخ أرباب العقائد )الخرطوم( والذي كان غنيا بهذه العناصر الزخرفية "موضوع الدراسة" وغيرها وهو باعتباره من
المساجد القلائل التي اتسمت بهذه الروح في السودان. كما خلصت الدراسة إلى أن هذه العناصر "موضوع الدراسة" هي جزء أصيل
ومهم في شخصية وتكوين المساجد ذات الطراز العربي الإسلامي عموما.ً