تناولت الدراسة أثر جودة المراجعة الداخلية في العلاقة بين الأنشطة الحديثة للمراجعة الداخلية والميزة التنافسية. تمثلت مشكلة الدراسة في أن اهتمام المصارف بالحصول على أكبر قدر من العملاء في ظل ارتفاع مستوى المنافسة يتطلب من المصارف الاهتمام بالأنشطة الحديثة للمراجعة الداخلية التي تُضيف قيمة للمصرف وتجعله قادراً على التميّز في ظل مستوى المنافسة المرتفع، الأمر الذي يتطلب متابعة وتوضيح مستوى العلاقة بين الميزة التنافسية وأنشطة المراجعة الداخلية الحديثة في ظل توافر مؤشرات لقياس موضوعية ونوعية هذه العلاقة. هدفت الدراسة إلى قياس أثر الأنشطة الحديثة للمراجعة الداخلية وبالتحديد الدور الحوكمي والدور التوكيدي ودور إدارة المخاطر في دعم الميزة التنافسية للمصارف السودانية من خلال تفعيل جودة المراجعة الداخلية كمتغير وسيط في هذه العلاقة. تكمن أهمية الدراسة في توضيح أثر جودة المراجعة الداخلية كمتغير في العلاقة بين الأنشطة الحديثة للمراجعة الداخلية ودعم الميزة التنافسية.
ولتحقيق أهداف الدراسة قامت الدارسة باختبار الفرضيات الرئيسة الآتية: الفرضية الرئيسة الأولى، يوجد أثر ذو دلالة إحصائية للأنشطة الحديثة للمراجعة الداخلية في دعم الميزة التنافسية للمصارف السودانية، وتتفرع منها الفرضيات الفرعية الآتية، يوجد أثر ذو دلالة إحصائية للدور الحوكمي ودور إدارة المخاطر والدور التوكيدي كأنشطة حديثة للمراجعة الداخلية في دعم الميزة التنافسية للمصارف السودانية.الفرضية الرئيسة الثانية: يوجد أثر ذو دلالة إحصائية لجودة المراجعة الداخلية في الميزة التنافسية.الفرضية الثالثة: يوجد أثر ذو دلالة إحصائية لجودة المراجعة الداخلية كمتغير وسيط في العلاقة بين الأنشطة الحديثة للمراجعة الداخلية ودعم الميزة التنافسية بالمصارف السودانية. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، واُستخدمت استمارة الاستبانة لجمع البيانات. توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها: وجود أثر ذو دلالة إحصائية لجودة المراجعة الداخلية كمتغير وسيط في العلاقة بين الأنشطة الحديثة للمراجعة الداخلية ودعم الميزة التنافسية. أوصت الدراسة بتقنين دور جودة المراجعة الداخلية وأنشطتها ومنهجياتها الحديثة كأحد دعائم تحقيق الميزة التنافسية بالصناعة المصرفية، الحاجة إلى المزيد من البحث فيما يتعلق بحاجة المصارف السودانية لتفعيل المنهجيات الحديثة المتعلقة بالمراجعة الداخلية بهدف تحسين مستوى الممارسة المهنية للمراجعة الداخلية، ومن تلك المنهجيات، منهجية خطوط الدفاع الثلاثة (3LoD) ، منهجية التكامل بين الحوكمة والالتزام والمخاطر(GRC)، منهجية الإدارة الشاملة للمخاطر(ERM)، ومنهجية التقييم الديناميكي للمخاطر(DRA)، ومنهجية كوسو للرقابة الداخلية (COSO).