Abstract:
يناقش البحث الإرتقاء بالمناطق الأثرية وأهمية ذلك وأثرة علي إزدهار السياحة في السودان ، وذلك من خلال إتباع المعايير والأسس والمواثيق الدولية كمدخل لعملية الإرتقاء ودور المجتمع والجهات المعنية محلياً في ذلك بدءاً من الجامعات والهيئة القومية للأثار والمتاحف والوزارات المختلفة، وتركز الدراسة علي طوابي المهدية لتمتعها بقيم تاريخية وجمالية ورمزية .
مشكلة البحث تتمثل في تعرض التراث المعماري والعمراني للهدم والإزالة وتغيير الطابع وعدم إتباع الإشتراطات الدولية للحفاظ والترميم خاصة طوابي المهدية موضوع الدراسة، وسوء الإستخدام لمحيطها نتيجة لإنخفاض الوعي الثقافي والحضاري للمستخدمين .
يهدف البحث إلي التعريف الشامل بالمواقع الأثرية وأهميتها التاريخية، بدءاً بالمصطلحات المتداوله في هذا المجال ثم الجهات المعنية بالحفاظ علي هذه المواقع دولياً وإقليمياً ومحلياً والأسس والمعايير وسياسات التعامل مع هذه المواقع، ثم تجارب دول أخري قامت بتطبيق هذه المعايير والسياسات ذلك للإرتقاء بهذه المناطق وتسليط الضوء عليها لجذب المواطنيين والسياح والمهتمين بالدراسات الأثرية .
إتبع البحث المنهج الوصفي و إستناداً إلي مشكله البحث تم الإعتماد علي المعلومات الموثقة والمكتبية وأوراق العمل والبحوث السابقة، وبعض المقابلات الشخصية مع ذوي الخبرة والقرار وملاحظات الباحث الموثقة بالصور، إضافة إلي تجارب دول أخري في هذا المجال، وبعد جمع المعلومات وتحليلها وإجراء الدراسات التطبيقية والنظرية للمواقع الأثرية بالسودان، فقد وقع الإختيار علي طوابي حقبة المهدية بمدينة أم درمان بوصفها دراسة حالة وذلك إستناداً علي أهداف البحث و تحليلها، بغرض الوصول إلي نتائج وتوصيات .
خلُص البحث إلي عدم وجود إهتمام كافي بهذا النوع من المواقع الأثرية وخاصة الطوابي موضوع الدراسة بدءاً من عدم المحافظة علي الملامح الأثرية للموقع وعدم الإستفادة من المحيط المجاور( شوارع وساحات ) في عمل أنشطة تدعم الموقع تعريفاً به ولزيادة الإقبال عليه أدي ذلك لعدم ظهور الطوابي في الساحة العمرانية للمنطقة، بل عمل مباني تؤثر بصورة سلبية علي الموقع الأثري من ناحية: مواد البناء المستخدمة و التشطيبات الخارجية والإرتفاعات الشاهقة وبذلك تسيطر علي محيط الطوابي وتخفيها، وذلك نتيجة لعدم إلتزام السودان بأسس ومعايير المناطق الأثرية و توصيات ومقرارات اليونسكو والأيكموس .
من أهم التوصيات : إدراج هذه المواقع داخل المناهج الدراسية لضمان معرفة المجتمع والأجيال القادمة بها، و ضرورة عمل مقاييس ومعايير محلية للمحافظة علي المواقع الأثرية لضمان المحافظة علي إرثنا الوطني والنضالي والتاريخي والثقافي، وتسجيل جميع المواقع الأثرية تحت مظلة الأثار لحمايتها دولياً من التعدي عليها، وتشجيع الدارسين والباحثين وإشراكهم في ورش عمل لرفع الوعي، وتفعيل دور المعماريين والمخططين الحضريين والمرشدين السياحيين لإضافة أنشطة مختلفة لإحياء المنطقة.