Abstract:
الفن هو وجه الوجود الإنساني منذ ما قبل الكلمة المكتوبة اذاً هو التعبير الفني خلال كل عصور البشرية و الحضارات العمرانية والمعمارية , والإبداع الفني هو الأداة المباشرة للوصول إلى عمارة متكاملة، لذا تعتبر العمارة هي أهم الفنون وأعرقها وأكثرها إحتكاكاً بالإنسان وهي تحوي الحياة الإنسانية بمختلف صورها من فن تشكيل النسق المعماري وبنيته المادية، إبتداء من الشكل بمكوناته من كتلة وفراغ وإنتهاء بالسطح بمكوناته من ملمس ولون بهدف إيجاد فراغات وتصميمات جدارية تحقق الوظيفة النفعية والجمالية, إذاً للون قوة كامنة وقدرة على تغيير ظاهر التكوينات والأشكال وكذلك له تأثيرات نفسية على المزاج والسلوك, وبالتالي يُلقي البحث الضوء على الدراسة التحليلية للون وأثارها على الحالة السلوكية والفسيلوجية للمُتلقي.
وهنا تكمن أهمية هذا البحث في تطرقة لعنصر مهم من عناصر التصميم المعماري وهو اللون وتأثيره على المستخدم وكذلك مدلولات اللون النفسية وغيرها, بالتركيز على الدور الهام الذي يلعبة في التأثير على الأطفال سيكولوجيا وفسيولوجيا وقدرته في خلق علاقة إيجابية بين الأطفال ومباني رياض الأطفال وكذلك التأثير في العملية التعليمية عن طريق إستخدام منهجية علمية لوضع خطط لونية لزيادة نسبة التركيز والإستيعاب والمشاركة لدى الأطفال.
و تكمن مشكلة البحث في عدم إستخدام نظريات الألوان وصورها العلمية أو إستخدام منهجية متبعة لها, وبدأت أثار هذه العملية تظهر جلية في الواجهات الداخلية والخارجية المعمارية في مباني رياض الأطفال وخصوصاً عدم وجود توجه واضح يُحكِم كيفية إستخدام اللون في الفراغات المعمارية, مما أدى الى خلق بيئة مشوشه وغير متوازنة للأطفال وأثر ذلك على الحالة السلوكية والسيكلوجية وعلى الأداء الوظيفي لدى مستخدمي هذه الفراغات من الأطفال.
لذا أعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي لتقييم إستخدام الألوان في الفراغات على الأطفال وذلك بدراسة وتحليل وتفسير فراغات رياض الأطفال من خلال تحديد خصائصها وأبعادها وتوصيف العلاقات بينها, كما قام الباحث بجمع البيانات موضحاً ومدوناً لملاحظاته عن استخدام الألوان ومن ثم وضع معايير لتقييمها لمعرفة ما إذا كان هناك تطابق لمدلولات اللون وتأثيرها السلوكي والنفسي على الاطفال أم لا.
وقد خلص البحث لمعرفة مدى تطبيق مدلولات اللون من ناحية علمية مقارنة بالمعايير اللونية في فراغات مباني رياض الأطفال بولاية الخرطوم وبالتالي الوصول الى منهجية علمية لوضع خطط لونية, ولتحديد إعتبارات وخطوات يجب مراعاتها عند دراسة أي منظومة لونية للفراغات طبقاً لطبيعة النشاط ووظيفتة بمباني رياض الأطفال وذلك لتحقيق التوازن اللوني كوظيفة اولاً وشكل جمالي أخراً.