Abstract:
تناقش هذه الدراسة الأثر المتبادل بين البيئات العمرانية وثقافة المجتمعات التي تستوطنها، حيث تهدف إلى فهم طبيعة ذلك الأثر المتبادل من خلال دراسة العلاقة بين المجتمع المهجّر بالقرية 12 بحلفا الجديدة وبيئتيه اللتين استوطنهما(بيئة تقليدية قبل التهجير ببحلفا القديمة، وبيئة مخططة بعد التهجير بحلفا الجديدة)، كما تهدف لرصد الأثر الثقافي الناتج عن تبدل البيئة العمرانية على ذلك المجتمع، ولتحقيق تلك الاهداف اتبع الباحث المنهج الاستقرائي التحليلي في الجانب النظري من الدراسة كما استخدم المنهج التاريخي والوصفي في دراسة الحالة، ثم استخدم الباحث الدراسات السببة المقارنة لتحليل التغيرات التي قام المجتمع بإحداثها في بيئته المخططة لتتوافق مع ثقافته، وتحليل ما إن كانت تلك التغييرات التي أُجريت تدعم عناصر رابوبورت الخمس (الاحتياجات الاساسية، تكوين العائلة، الخصوصية، التواصل الاجتماعي، عزل النساء) كنواة ثقافية لذلك المجتمع أم لا.
وقد قُسمت الدراسة إلى أربعة فصول رئيسية تناول الباحث في أولها الإطار العام للدراسة، بينما ناقش في الفصل الثاني الاطار النظري من خلال أربعة أقسام تناول قيها الباحث ما يتعلق بمفهومي البيئة العمرانية والثقافة والنظريات التي تناولت العلاقة بينهما، كما جاء في ذات الفصل عرض للثقافة النوبية والعمران النوبي تمهيداً لدراسة الحالة في الفصل الثالث، بينما احتوى فصل الدراسة الرابع على نتائج الدراسة وتوصياتها.
توصلت الدراسة إلى أن تصميم مساكن وقرى إعادة التوطين تسبب في اندثار العديد من العادات لدى المجتمعات المُهجرة، كما أنه لم يدعم العناصر الثقافية النووية للمهجرين، وقد قام السكان بإحداث العديد من التغييرات على مستوى القرية أو المساكن حتى تتواءم تصاميمها مع أسلوب حياتهم المعتاد وفق ثقافتهم المتوارثة.