Abstract:
تتأثر الحياة المعاصرة بمجموعة من المتغيرات و التوجهات الفكرية و الثقافية ، و النزعات التي يفرضها ايقاع العصر ،بما يحمله من تسارع في الاحداث ، و تمازج بالافكار و الحضارات و القيم الثقافية الانسانية، مما انتج فرض افكار و توجهات في الابداع المعماري ،فكانت معظم تلك الافكار و التوجهات كثيرا مالاتنسجم مع قيم مجتمعاتنا ذات التاريخ الحضاري العريق ،لذا ركز البحث علي اهميه مفهوم العماره التراثية و العمارة المعاصرة ،بحيث تشكل العمارة التراثية مرجعيه و انعكاس ابداعي للثقافة المحلية ،وكمجال للتفاعل مع التعطش العالمي لفهم الاخر ،و ان تصبح الافكار المعمارية المعاصرة نابعة من فهم عميق و اصيل برؤية محلية، متوازنة مع امكانات الحاضر و اصالة الماضي ، و نظرة للمستقبل ، و عليه هدفت الدراسه الي التالي:
( التوصل الي خصائص و مفردات العماره التراثية ، التي يمكن احياءها في العماره المعاصره ، لانتاج عماره تواكب روح العصر ، و تحافظ علي الاصاله و الهويه الحضاريه )
و بهدف إثراء هذا الجانب في العملية التصميمية ،و إدراك مفهوم الاستمرارية الحضارية ، فقد انتهج البحث المنهج المنهج الوصفي والاستقرائي التحليليلدراسه المشكلة البحثية ،و الوصول الي الحلول و النتائج ، من خلال التدرج من المدخل النظري و ذلك بدراسهتتضمن دراسه العمارة التراثية وعلاقتها مع العمارة المعاصرة و الاحياء كمنهج فكري و طرق الاحياءو منها توصل البحث الي ان الاحياء بالمضمون و توظيف امكانيات العصر هو الطريقه المثلي للاحياء ، مع دراسه نماذج عالميه و اقليميه للوصول الي المؤشرات التخطيطية و التصميمه التي يقاس بها مستوي احياء التراث ،ومنها الي الجانب التطبيقي الذي تضمن دراسة تحليلية للعمارة التراثية في مدينة الخرطوم الكبري وذلك بدراسة و تحليل بعض النماذج التراثية نتج عنها معرفه مميزات و خصائص و مفردات العناصرالتشكيلية للعمارة التراثية و منها وضع مؤشرات تصميمه و تخطيطية لقياس مستوي احياء التراث في منطقه الخرطوم الكبري،و تطبيق تلك المؤشرات علي الواقع المحلي المعاصر للوصول الي العوامل التي اثرت علي العماره المعاصره في مدينه الخرطوم الكبري التي تتمثل في العوامل البشريه ،العوامل الاكاديمية ،العوامل التقنية و التكنلوجية ،العوامل الاعلامية،و اشارت نتائج البحث الي فقدان مدينه الخرطوم الكبري الي الطابع و الهويه المعماريه ، وعدم اتباع المؤشرات التخطيطية التراثية في تصميم المبانيالمعاصره ، و افتقار تصميم المباني المعاصره للمؤشرات التصميمه التراثية ، لتاتي خلاصه الدراسه الي تدعيم رؤية توظيف خصائص و مفردات العمارة التراثية في العمارةالمعاصرة، واعتبار هذا التراث منبع للتطوير والابداع المعماري، وذلك من خلال التوصيات بالاهتمام بالتراث في النواحي الاكاديميه و المجتمعيه و الوعي العام لمفاهيم التراث و الاصاله و المعاصرة و توظيف مواد البناء و تقنيات الانشاء و تدريب الكوادر العامله و ادراك روح العصر و الانفتاح العالمي و الادراك لمضمون التراثالمعماري و الاستمراريه الحضريه مما يساعد علي تطبيق الاطروحة ، حيث يمكن الاستفادة منها في تحسين الطابع العمراني و المعماري المحلي