Abstract:
جاءت الدراسة بعنوان (الاقتراض اللغوي من العربيّة إلى الإنجليزيّة) وهدفت إلى بيان مفهوم الاقتراض بصفة عامة، كما وضحت مدى تأثير اللغة العربيّة على اللغة الإنجليزيّة بصفة خاصة، مع ذكر نماذج من الكلمات العربيّة المقترَضة في الإنجليزيّة، وبينت التغييرات التي حدثت في الصوت أو المعنى . واتبع الباحث في هذا البحث المنهج الوصفي الاستقرائي. إذ درس الباحث الكلمات العربيّة التي اقترضتها الإنجليزيّة، وأصل عروبتها، وبين انتقالها إلى الإنجليزيّة، وحلل هذه الكلمات صوتيّاً ودلاليّاً، متخذاً من قاموس المورد لمنير البعلبكي نموذجا .
كما تهدف الدراسة إلى الكشف عن أوجه الشبه والاختلاف بين العربيّة والإنجليزيّة، وبيان مكانة اللغتين مع الإشارة إلى تاريخهما، فمن خلال هذا الدراسة ظهر للباحث أنّ العربيّة لغة قديمة كل القِدَم، وأنها مرّت بعصور مختلفة إلا أنها في كل مرحلة لا تزال محتفظة بأصولها وأصواتها ودلالاتها رغم الكيد والمؤامرات التي تحاك ضدها، وكذلك اللغة الإنجليزيّة مرت بعصور مختلفة إلا أنها في كل عصر تختلف كامل الاختلاف عن العصر الذي قبله، فالإنجليزيّة الوسطى ليست لها أي علاقة بالإنجليزيّة القديمة، والإنجليزيّة الحديثة لا تمت للإنجليزيّة الوسطى بصلة، بل وحتى في الإنجليزيّة الحديثة هنالك صعوبة في فهم ما كتبه الأديب شكسبير رغم أنّ أدب شكسبير يعد من صميم الإنجليزيّة الحديثة بل وتنسب الإنجليزيّة الحديثة إليه ويعد هو رائدها، ورغم ذلك فقد أصبح فهم أدب شكسبير من الصعوبة بمكان.
وكذلك العربية لغة راسخة في أصولها، والإنجليزيّة قائمة على الاقتراض فمعظم كلماتها مأخوذة من اللغات الأخرى، وأمّا من حيث الأصوات فأهم ما يميِّز العربيّة أنّ منطوقها يوازي مكتوبها، والحرف في العربيّة له صوت واحد، والصوت له حرف واحد، وما يُكتب يُنطق وما يُنطق يُكتب إلا في القليل النادر، أمّا في الإنجليزيّة فليس هنالك تناسب ما بين المنطوق والمكتوب، وكذلك الحرف في الإنجليزيّة له أكثر من صوت، والصوت له أكثر من حرف، وكثير من الحروف المكتوبة في الإنجليزيّة لا تنطق، وهذه الفوارق الهجائية تؤدي إلى صعوبة في تَعلُّم الإنجليزيّة، ومن حيث التذكير والتأنيث فالعربيّة قائمة على أساس التفريق بينهما، والإنجليزيّة اهتمامها بهذا الشأن ضعيف ونادر، وفي الإفراد والجمع يظهر اهتمام اللغتين بالإفراد والجمع، إلا أنّ الإنجليزيّة لا تولي المثنى اهتماماً. وكذلك يظهر تفوّق العربيّة في وجود ما يعرف بـ"الميزان الصرفي" وهذا ما تفتقده معظم لغات العالم بما فيها اللغة الإنجليزيّة، ومن حيث العالمية والمكانة فكلتا اللغتين تحتل مكانة كبيرة بين لغات العالم، وعالميتهما لا يختلف فيها اثنان، وكلتا اللغتين ضمن لغات مجلس الأمن الدولي الستة.
ومن خلال الدراسة توصّل الباحث إلى أن هنالك كثيراً من الكلمات انتقلت من العربيّة إلى الإنجليزيّة، ومعظم هذه الكلمات انتقلت في فترة الفتوحات الإسلاميّة لإسبانيا وصقليّة والقسطنطينيّة وغيرها، وأكثر الكلمات المقترضة كانت في مجال الحقل الدينيّ وحقل العلوم (الكيمياء والفيزياء والطب والفلك والنبات وغيرها) .وهذه الكلمات العربيّة بعضها انتقل إلى اللغة الإنجليزّية مباشرة، وبعضها عن طريق لغاتٍ أخرى وخاصة (التركيّة والفرنسيّة والإسبانيّة). وبعض الكلمات انتقلت للإنجليزيّة دون تغيير في الصوت والمعنى، وبعضها تغيَّرَتْ أصواتها دون أن يتغيَّر معناها وهذا التغيير الصوتي غالباً ما تقتضيه اللغة الإنجليزيّة وفقا لقواعدها الصوتيّة، وبعض الكلمات حدث فيها تضييق في الدلالة، وبعضها توسَّعَ معناها .