Abstract:
تناولت الدراسة كتاب (البيان لنظم القرآن) تحقيقاً ودراسةً من أول سورة الأعراف إلى نهاية المصحف. وتكمن أهمية الدراسة، في كون البحث يتعلق بكتاب الله عز وجل الذي هو من أشرف العلوم وأفضلها وأجلها على الإطلاق، كما أنها تربط بين معاني الآيات والسور، واستيضاح مقاصدها، وبيان أسرارها.
كما هدفت الدراسة، إلى إخراج الكتاب المحقق بأفضل صوره كما أراد مؤلفه، وتحقيقه تحقيقاً علمياً يفيد الباحثين، مع إبراز شخصية المؤلف العلمية.
استخدم الباحث في ثنايا هذه الدراسة المنهج الاستقرائي التحليلي والمنهج التاريخي الوصفي، واعتمد على الوثائق التاريخية المتعلقة بترجمة المؤلف، ودراسة منهجه في التأليف، وعلى المخطوطات التاريخية العلمية.
ويمكن إيجاز أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أن كتاب (البيان لنظم القرآن) تناول علل ترتيب القرآن الكريم وأسراره، والمناسبات بين سوره وآياته؛ من حيث وجه الارتباط بين الجملة والجملة في الآية الواحدة، أو بين الآية والآية، أو بين السورة والسورة، انطلاقاً من مقاصدها وأغراضها، للوصول إلى اتساق معانيها، وانتظام مبانيها. كما يعد الكتاب على اختصاره وصغر حجمه، أنه استوفى أوجه الصلة بين كل سور القرآن الكريم، وأوجه التناسب بين عددٍ كبيرٍ من آياته. أورد المؤلف في ثنايا إيراده لأوجه التناسب بين الآيات جملة وافرة من التفسير. غالب مصادر المؤلف تعد في عداد المفقود، إلا نزراً يسيراً منها. اعتمد المؤلف كثيراً على كتاب التهذيب في التفسير للحاكم الجُشَمِي، في ثنايا حديثه عن نظم القرآن وأسرار ترتيبه، والتناسب بين سوره وآياته. ومن أهم التوصيات التي أوصت بها الدراسة، أن تعنى مراكز البحث العلمي، وأقسام الدراسات الإسلامية في جامعات العالم الإسلامي بعلم المناسبة القرآنية تدريسًا وتدوينًا. كما تتبنى مدارس تحفيظ القرآن الكريم في العالم الإسلامي تدريس كتاب مختصر في مناسبات القرآن الكريم، مصاحباً لحفظ كتاب الله عز وجل.