Abstract:
سعت هذه الدراسة لإستقصاء الأبعاد الفكرية التى يقوم عليها العمل الفني عموماً والمسرحي خصوصاً ولا سيما الإخراج المسرحي، فكل عمل مسرحي خلفه مقولات فكرية. وقد تتبع الدارس الفكر منذ معرفة الإنسان لتاريخه القديم وحتى العصور الحديثة، وقد حصرها الدارسون فى ثلاثة مرتكزات فكرية، وهى الفكر الديني، والفكر الفلسفي والفكر العلمي، فتحت هذه التقسيمات الكبري تقع كل مسميات الفكر الأخري من إجتماعي وسياسي وثقافي وإقتصادي. تقع هذه الدراسة فى ستة فصول فى كل فصل عدد من المباحث:
الفصل الاول : الإطار النظري.
والفصل الثاني تحت عنون التفكير وأثره فى الفنون تناول المبحث الاول أشكال الفكر( الفكر الإنساني ) منذ فجر البشرية وحتى بدايات القرن العشرين، تطرق فيه الدارس لأشكال الفكر الرئيسية، الفكر الديني والفكر الفلسفي والفكر العلمي. وفى المبحث الثاني تقصي الدارس أثر الفكر فى الفنون. أما المبحث الثالث فقد تطرق فيه الدارس لنشأة الدراما وتأثيرها بالفكر.
وجاء الفصل الثالث تحت عنوان الإخراج والفكر، تتبع فيه الدارس فى المبحث الأول تاريخ الإخراج، منذ بداياته فى النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين. وفى المبحث الثاني تطرق الدارس لعلاقة الفكر بالإخراج المسرحي فى كل العصور كما تناول أهم المذاهب والمدارس الإخراجية، بإعتبارها تعكس علاقة أشكال الفكر البشري بفن المسرح خاصة الإخراج المسرحي.
وفى الفصل الرابع تطرق الدارس إلى المسرح والفكر في السودان، وجاء فى ثلاثة مباحث، حاول الدارس تقصي الفكر فى السودان وفقاً لتقسيماته لأشكال التفكير الأساسية وهى الفكر الديني والفكر الفلسفي والفكر العلمي فى المبحث الأول. أما المبحث الثاني فقد حاول الدارس تقصي تاريخ المسرح فى السودان منذ البدايات الأولي، إلى المواسم المسرحية منذ نهاية الستينات وحتى نهاية السبعينات، وذلك ليتسني للدارس معرفة الأصول الفكرية فى المسرح السوداني. وهو ما تطرق له الدارس فى المبحث الثالث والذى جاء بعنوان التأثيرات الفكرية على المسرح والفنون فى السودان.
أما الفصل الخامس فقد تناول فيه الدارس موضوع الفكر والإخراج المسرحي في السودان، وكان المبحث الأول لمعرفة البدايات الأولي للإخراج المسرحي فى السودان، وتطوره حتى المواسم المسرحية. والمبحث الثاني: تطرق فيه الدارس لموضوع تأثير الفكر على الإخراج المسرحي فى السودان.
والفصل السادس طبق الدارس على مسرحيتي، (خطوبة سهير) التى أخرجها مكي سنادة فى الموسم الرابع 70 – 1971م. (وأكل عيش) التى أخرجها الفاضل سعيد فى الموسم الاول 1967 - 1968 وقد تناول الدارس الجوانب الفكرية فى المسرحيتين ، وكذلك فى الإخراج المسرحي.
وقد كانت أهم النتائج التى توصل إليها الدارس:
- إن الفكر الغالب على المخرجيين فى المسرح السوداني هو الفكر الديني، المتمثل فى الدين الأسلامي، بإعتباره دين الغالبية العظمي، وهو يمثل المنظومة الأساسية والمرجع لكل القيم الإجتماعية والثقافية والإقتصادية.
- الفكر الفلسفي لا يظهر بوضوح فى النص المسرحي أو العرض المسرحي.
الفكر العلمي يظهر فى التقيد بملامح المذهب المتبع، وفى الغالب المذهب الواقعي.