Abstract:
البيئة الحضرية وتهيأتها تعتبر مشكله في المدن النامية ، وتكمُن المشكلة في طبيعة السكان التى لا تتناسب مع البيئة المعينة وذلك على حسب إختلاف السكان من ثقافة وعادات وتقاليد و سلوكيات ، ولاتوجد خطط تصميمية ودراسات واضحة تهتم بعلاقة البيئة المبنية و سلوك الأفراد . لان أي سكان منطقة معينة يخلُقون لأنفسهم بيئة وطبيعة معينة يوفرون فيها كل إحتياجاتهم ليتمكنوا من التعايش فيها ، ومن دون قصد أو تعمُد تظهر هيئة معينة لهذه المنطقة تكون خاصة بطبيعة السكان فيها ، والتصميم الحضري للمنطقة أو الحي مهما كان نوعه يؤثر السكان فيه ليتوافق مع طبيعتهم و ثقافتهم .
تهدف وترمي هذه الدراسة الى شرح كيفية تأثير الطبيعة السكانية على التصميم الحضري وماهي أُسس هذا التأثير ومن أين يأتي هذا التأثير سواء اكان مباشرا او غير مباشر ، و تتعرض الدراسة الى دراسة حي من أحياء الخرطوم و عرض الوضع الراهن في التصميم و طبيعة السكان فيه.
تتعرض الدراسة الى الجانبين النظري والتطبيقي ، ويتناول الجانب النظري لمحة عن الإنسان وسلوكه في البيئة الحضرية و تعريف المجال العام للتصميم الحضري وما يحويه من منطقة سكنية و حي سكني ، أما الجانب التطبيقي فقد جرت دراسة منطقة واحدة وهي حي الإنقاذ بمنهج الدراسة الميدانية بإستخدام الزيارات و المقابلات الشخصية والملاحظة لتحديد الوضع الراهن للمنطقة.
وخلصت الدراسة الى مجموعة من التوصيات تمثلت في توصيات تخص السكان القاطنين بالمنطقة وكيفية توفير إحتياجاتهم وعلاقتهم بالبيئة المحيطة ، و توصيات أخرى تُراعَى عند التصميم الحضري بالأخذ في الإعتبار طبيعة وثقافة وسلوك السكان الذين سيقطنون المنطقة المعينة . توفير بيئة حضرية مناسبة لمعالجة متطلبات المجتمع الراهن وصهرها تدريجيا خلال أمد طويل في نظام ملموس متماسك للوصول الى المجتمع الحضري المنشود( عمرانياً ، إجتماعياً ، إقتصادياً و جمالياً) .هذا التنظيم التدريجي للمدينة يمكن أن يُنفذ وفق عملية تصميمية مستمرة ومرنة وحركية ديناميكية ، لكي يبقى التكوين العمراني على الدوام في مستوى يتوافق مع الظروف الحياتية المتغيرة . كما يجب دراسة علاقة البيئة المبنية بسلوك الأفراد للحصول على خرائط سلوكية تُتَرجم الى السلوك أو الخبرات التى يمارسها الأفراد . الإهتمام بإشراك السكان في التصميم الحضري و المعماري للتعبير عن حرية آرائهم في ما يحتاجونه على حسب عاداتهم وتقاليدهم و ثقافتهم مع أهمية دعم جميع الثقافات لتظهر بوضوح في المجتمع