Abstract:
تمحور البحث حول فكرة المجاورة السكنية وهي إحدى نظريات التخطيط العمراني التي ظهرت بعد الحرب العالمية أثر التطور العلمي والتكنلوجي, على يد العالم كلارنس بيري عام 1923م وذلك في وقت غابت فيه كثير من القيم الاجتماعية والإنسانية في المدن الأوربية والأمريكية, وأهتمت فكرة المجاورة على تأييد هذه القيم الضائعة, وظلت بمفهومها التقليدي وكافة مبادئها تحقق أهدافها ولكن تراجعت هذه المبادئ نوعاً ما مؤخراً نتيجة للتغييرات التي طرأت على المجتمعات بسبب التطور السريع فخرجت العديد من التوجهات والمفاهيم التخطيطية الحديثة التي تسعي إلى تطوير المجاورة السكنية لتحقق أهدافها.
ويهدف البحث لدراسة واقع المجاورات السكنية في وحدة الثوره الإداريه, وذلك للوقوف على الحاله العمرانيه للمجاورات بالوحدة في ظل النمو العمراني الذي تشهده الوحدة وولاية الخرطوم عموماً. ومعرفة أهم أوجهه القصور والنقص وإيجاد حلول تتلائم مع الواقع العمراني وذلك لتحقيق أهداف تنمية وجودة الإسكان.
وشملت فرضية البحث إمكانية الإعتماد على فكرة ومضمون المجاورة السكنية كأساس للتوسع العمراني في الإسكان بوحدة الثورة الإدارية, ولكن تحتاج المجاورة السكنية إلى التطوير حسب الواقع العمراني المحلي.
وأعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لدراسة الواقع العمراني في منطقة الدراسة, وأيضاً إستخدام المنهج الإستنباطي وذلك لإستخراج بعض الحلول والمقترحات للمشاكل الموجودة بالمنطقة, وكذلك إجراء بعض المقابلات الفردية.
وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج وأهمها الحوجة إلى تطوير مفهوم المجاورة السكنية بوحدة الثورة وذلك لتنمية وجودة البيئة السكنية في مجالات إستخدامات الأراضي والإسكان والنقل والمواصلات والمشاركة المجتمعية, وأوصت الدراسة بتشجيع الكثافة السكنية العالية وذلك بالتوجهه نحو البناء الرأسي دون الإخلال بالخدمات والمناطق الخضراء وهذا وفقاً للتوجهات التخطيطية الحديثة وذلك من أجل إيجاد بؤر عمرانية مدروسة بخدمات كافية وكثافات عالية وشبكة مواصلات مميزة من خلال الإستغلال الجيد للأرض.