Abstract:
يعنى هذا البحث بتسليط الضوء على استمرارية الرمز التشكيلي في السودان وذلك عبر بحث مفهوم الخطاب الرمزي البصري من ناحيتي الشكل والمضمون.ويتطلب ذلك النظر إلى حركة الرمز التشكيلي في سياقاته المختلفة من خلال دراسة البيئة الخطابية التى نمى فيها عبر مختلف الخطابات البصرية.وتسعى كذلك إلى تطبيق مفهوم الخطاب الرمزي البصري على موضوعات الموروثات الشعبية عن طريق تناول الرمز باعتباره لغة بصرية خطابية.
يفترض الباحث أن الرمز التشكيلي الحديث في السودان تأثر بشكل مستبطن بالموروث الثقافي ككل وتم توظيفه جمالياً بعدة اتجاهات خطابية بصرية وفكرية وبذلك أستطاع أن يرسخ خطابه الرمزي البصري بأسلوبمتحور دلالياً وشكلياً ممتد حضوراً إلى عصر الحداثة.كما تفترض وجود استمرارية بصرية ودلالية تربط بين الرمز الموروث والاتجاهات الفكرية الحديثة
اتبع الباحث المنهج التكاملي لدراسة الرمز البصري في فضائه المكاني والزماني مع بيان الرموز المستمرة في الخطابات البصرية المعنية، ولتحديد العوامل التى أسهمت في استمراريته.أوضحت نتائج الدراسة إن الأنظمة الدلالية للرموز التشكيلية يمكنها التحرك من سياقاتها لتدخل في منظمومة الرموز لسياقات أخرى مثل تحرك بعض الرموز من الخطاب الديني للخطاب الاجتماعي.
أهم توصيات البحث أكدت على ضرورة دراسة وحصر الرموز البصرية الوافدة لكل ثقافة من الثقافات السودانية، ورصد التغيرات التى تحدث للرموز الوافدة والمستمرة بشكل متواتر وإدراك التغير الدلالي الذي ينتج من التفاعلات التي تحدث أثناء عمليات التغير تلك.