Abstract:
من الطبيعي ان يحظَى الشباب في كلِّ بلاد العالم بقسطٍ كبيرٍ من اهتمام مختلف الجهات والمؤسَّسات المعنيَّة في الدولة؛ باعتباره ممثلاً للطاقات العاملة التي يقعُ عليها عبءُ تقدُّم المجتمع وتطوُّره.
ومن المسلَّم به أنَّ تقدُّم أيَّ دولة في العالم يتوقَّف على مدى الرِّعاية التي يحظَى بها الشباب، ومدى قُدرتها على توجيه طاقاتهم واستغلالها لخير الفرد المجتمع، فالشباب بصفة عامَّة وطلاب المرحلة الثانوية بصفة خاصَّة يُمثِّلون الكوادر التي يقع على عاتقها عبء تقدُّم المجتمع وتنميته ،
وفئة الشباب في أيِّ أمَّة يُعتبر المصدر الأساس لنهضة هذه الأمَّة، ومعقد آمالها، والدِّرع الواقي الذي يعتمدُ عليه - بعد الله، سبحانه وتعالى - في الدِّفاع عن كيانها والذَّوْدِ عن حِياضها في تحقيق أهدافها.
"وشباب أيِّ أمَّة يمكن أنْ يُعتَبر المرآة الصادقة التي تعكسُ واقع تلك الأمَّة ومدى نهضتها وتقدُّمها، وإذا كان الشباب يُعتبر الركيزة الأساسيَّة في كلِّ دول العالم، فإنَّ الاهتمام به ورعايته يزداد في الأمم والبلدان والدول النامية؛ وذلك لعدَّة اعتبارات؛ منها رغبة هذه الدول أنْ تُعوِّض ما فاتها من تقدُّم في سنوات وعُصور تخلُّفها الماضية بسرعةٍ قد لا يُوافق عليها جيلُ الكبار الذي يُقاوم عادةً أيَّ تغيُّر في نظم وقيم وعادات المجتمع؛ لأنَّه يرى في هذا التغيُّر ما يُهدِّد مركزَه ويخلُّ توازنه ويُهدِّد ميراث الآباء والأجداد
ومرحلة المراهقة تُعتَبر من أهمِّ مراحل النموِّ وأخطرها؛ لأنها هي التي تتَّصل بمرحلة الرشد اتِّصالاً مباشرًا، ولأنها هي المرحلة التي يُحقِّق فيها الفرد نضجَه الكامل، ويكون فيها معظم ميوله واتِّجاهاته في الحياة، ويُصبِح فيها مستعدًّا لتحمُّل مسؤوليَّات الحياة الراشدة، وفي ضوء إدراك المجتمع لأهميَّة دور الشباب في النُّهوض به تتباين أساليب الاهتمام به ورعايته والأخْذ بيده، ومن أبرز أساليب رعاية الشباب والاهتمام به دراسة مشكلاته والعمل على حلِّها، والمرحلة الثانوية تزخَرُ بالعديد من المشكلات التي تُواجه الطلاب المراهقين ، وتتبايَنُ هذه المشكلات من حيث الدرجة والنوع، إلا أنَّ مشكلات مفهوم الذات وعلاقته بمركز الضبط والتوافُق النفسي والاجتماعي لدى هذه الفئة من الطلاب تمثِّل أهميَّةً خاصَّة؛ نظَرًا لارتباط هذا المتغيرات بمفهومين آخَرَيْن على جانبٍ كبير من الأهميَّة، وهما: التفوق والتأخر الدراسي
ولا شكَّ أنَّ تناول هذه المفاهيم - ويَقصد بها الباحث التفوق الدراسي وايضا التاخر الدراسي وعلاقتها بمفهوم الذات ومركز الضبط والتوافق النفسي والاجتماعي - ربما يُلقِي الكثير من الضوء على بعض أسباب تدني مستوى التحصيل الدراسي لدى طلاب هذه المرحلة الدراسية 0.