Abstract:
لعلنا لا نجاوز الصواب إذا قلنا بأن الاعلام بات یحتل الصدارة أمام الوسائط والمؤسسات التربویة والاجتماعیة الاخرى. فلا نضیف
جدیدا إذا قلنا بان هذا العصر (عصر الشاشة) قد نقلنا إلى مرحلة الدولة الإعلامیة الواحدة التي باتت تضطلع ببناء نسیج أدق
الخصائص النفسیة والثقافیة بل والعقدیة للشخصیة الإنسانیة مما یتطلب منا فهما أعمق وأشمل تلقدیم نموذجا إعلامیا ریادیا یتناغم
فیه الأصالة مع المعاصرة وفق منظومتنا العقدیة ومرئیاتنا المستقبلیة. وقد هدفت الد ا رسة إلى الكشف عن أبرز منطلقات الاعلام
الرسالي ومرئیاته . وقد خلصت الد ا رسة إلى النتائج التالیة: الإعلام الرسالي هوالإعلام الذي یهدف إلى تحقیق وسطیة الإسلام
وإرساء ثوابته وبناء النموذج الاسلامي المعاصر للإنسان الصالح بكافة وسائل الاتصال المناسبة المتناغمة وروح العصر، ویتمیز
بانه إعلام منهجي هادف وموضوعي مبني على أسس التثبت ، وأنه حسبه لله تعالى واجب على أف ا رد الأمة كل حسب قدرته وطاقته،
ومن الم ا ردفات الأخرى له والتي یجمعها قاسم مشترك فیما بینها الإعلام الهادف، والإعلام الملتزم، والإعلام الإسلامي . ثمة أهمیة
للإعلام الرسالي منها: یعد متنفس الأمل لمواجهة الانفلات الاعلامي ویضطلع في بناء عقل ووجدان الأجیال الحاضرة والناشئة
والمؤهل لتقدیم نموذجنا الاسلامي المتفرد في رحاب ارضنا وللإنسانیة جمعاء. وأبرز المرئیات التي یحتاج لها الاعلام الرسالي
التربیة الإیمانیة , وتنمیة الذوق الجمالي , والتخلص من الروتین والرتابة ، والتنمیة العلمیة ،والتخطیط الاعلامي ، الانتقاء
الحضاري ،والرقابة الذاتیة ،والحریة المنضبطة الواعیة ‘والتجدید في التفسیر، واعادة النظر في توظیف خطابنا الفقهي ، وتجدید
الخطاب الإعلامي ، والتربیة الایمانیة النامیة فهذه العناصر مجتمعة تشكل أبرز معالم الاعلام الرسالي