Abstract:
تناول هذا البحث الطلاق في الأديان السماوية الثلاثة حكما وأسبابا وآثارا والعلاقة بينها. وقد اقضت طبيعة هذا الموضوع ان يتم تقسيمه إلي مقدمة و تمهيد وأربعة فصول وخاتمة ونتائج وتوصيات, وفهارس للآيات القرانية والأحاديث النبوية وللموضوعات , وذيلته بقائمة للمصادر والمراجع.
وتهدف هذه الدراسة الي التعريف بالأديان السماوية الثلاثة من خلال شريعة الطلاق.
وتتمثل مشكلة البحث في أن الطلاق أصبح أمراً مزعجاً وظاهرة مقلقة , ففي اليهودية الطلاق مسموح به ومباح ، ومن حق الرجل وحده وبالإرادة المنفردة، وله الحق في تطليق زوجته بدون عذر أو بعذر ولكن الافضل أن يكون بعذر، وقراره بيد الزوج ويمكن للزوجة أن تلجأ إلى المحكمة لتضغط على زوجها من أجل تطليقها إن كان الزوج رافضاً للأمر, و أن الكتاب المقدس لليهودية يُحرّم الزواج من المرأة الأرملة والمطلقة.
والنصرانية قائمة علي اساس الزوجة الواحدة لا تعدد ولا طلاق , فهي في بعض مذاهبها تمنع الطلاق , تزعم في ذلك أنها تقدس الطلاق ، وتزعم في ذلك أنها تكرم المرأة وتحفظ حقها، ومع ذلك يشهد الواقع بأن مثل هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق والدوام .
أما الاسلام فقد أَجمعُ الفقهاء على أَن الطَّلَاق فِي حَال استقامة الزَّوْجَيْنِ مَكْرُوه غير مُسْتَحبّ إِلَّا أَن أَبَا حنيفَة قَالَ هُوَ حرَام مَعَ استقامة الْحَال, وأباح الإسلام الطلاق ، واعتبره أبغض الحلال إلى الله، وذلك لضرورة قاهرة ، وفي ظروف استثنائية ملحّة ، تجعله دواءً وعلاجاً للتخلص من شقاء محتّم ، قد لا يقتصر على الزوجين بل يمتد إلى الأسرة كلها, و يرى أن الطلاق هدم للأسرة ، وتمزيق لشمل أفرادها ، وضرره يتعدى إلى الأولاد ، ومع هذا فقد أجازه الإسلام ، لدفع ضررٍ أكبر، وتحصيل مصلحة أكثر ، والحياةُ الزوجية ينبغي أن يكون أساسها الحب والوفاء والهدوء والاستقرار لا التناحر والخصام والبغضاء .
وقد خلصت الدراسة الي نتائج أهمها:_أهمية الدراسات الدينية المقارنة للوقوف علي معالم العظمة التي اشتمل عليها الإسلام.
وختمت بتوصات أهمها: أوصي دعا ة الإسلام اليوم أن يسلكوا ضمن منهجهم في الدعوة أسلوب المقارنة ولو بشي يسير بين العقائد والشرائع والعبادات الإسلامية وغيرها.
وقد اتبعت المنهج الوصفي التحليلي , والمنهج التاريخي والأستقرائي لمناسبة هذا المنهج لطبيعة البحث.
في الختام اسأل الله أن يجعله عملا متقبلا, ينتفع به وأنتفع به , و ينفع بهذه الرسالة وبكاتبها ومشرفها ومناقشيها والمسلمين.