Abstract:
تعد قضیة الاختیار من القضایا المهمة في الت ا رث العربي وعند المحدثین ، وذلك لأن المبدع یختار ما تملیه علیه
الظروف المحیطة به ، مع أن اختیاره لیس قسریا ، فهناك مجالات من الحریة توفرها إمكانات اللغة العربیة ، لا سیما
أنها لغة الق آ رن الكریم ، حوت ألفاظه التي أدت معانیه وأغراضه في سیاقات جمیلة منظمة ، ومثل إعجا ا ز للعرب بلغته
. وهناك كثیر من المبدعین لم یوفقوا في اختیا ا رتهم فعیبوا ، وهنالك من أجاد وأحسن فاستحسن إبداعه ، وأهمیة
الاختیار تتمثل في وجوب م ا رعاة مقتضى الحال ، الذي یمثل الضوء الكاشف للإبداع الفني ، ومما ارتبط بالاختیار
والمقام التصویر الفني ؛ لأن الإبداع یتحكم فیه الموقف والانفعالات ، وقد وقع اختیار الباحثة على التشبیه الذي یمثل
أهم أنواع التصویر ؛ لأنه یرد في سیاقات متنوعة وكثیرة ومختلفة ، كي یؤدي المعنى والغرض المقصودین منه ،
والقیمة الفنیة للتشبیه ، لا یدركها إلا ذو نظر ثاقب ، یعرف المشابهة الخفیة المتمثلة في التصویر الذي یكون باللون ،
والحركة ، والهیئة ، والتخیل وتخرج المعاني الذهنیة في صورة حیة ، وتخلع به الحیاة على المواد الجامدة ، وتتحول به
المعاني إلى هیئات وشخوص ، ولكي یفعل ذلك لا بد له أن تختار له الألفاظالموحیة المبتكرة ، التي تؤثر في الوجدان
والعواطف للمتلقي ، باعتماده على الخیال .
وقد هدف البحث لتوضیح : أهمیة الاختیار حیث إنه یرتقي بالتعبیر للوصول للمعنى ، التعرف على الخیال ، والتخییل
، علاقتة الخیال والتخییل بالصورة الفنیة التي تتحكم فیها المواقف ، ومقتضى الحال ، تبیین القیمة الفنیة والوظیفیة
للتشبیه ، باعتباره أحد أنواع الصور .
وقد توصل البحث لنتائج عدة منها : قضیة الاختیار من أهم القضایا التي تبصّر المبدع بطرق التعبیر للوصول
لغرضه ، وهو الفهم والإفهام . وأن الاختیار یحدده الموقف الذي یعیشه المبدع والمتلقي ، ویمثل التخییل إبداعا ؛ لأنه
یرتبط بالتصویر الذي منه التشبیه ، حیث یمثل التشبیه طریقة للتعبیر عن المعاني عن طریق التصویر ، وله وظیفة
فنیة وقیمة فنیة