Abstract:
اهتمت الد ا رسة بمآلات الد ا رما في السودان-ب حسبانها فنا مدنیا خالصا من جهة ومن جهة أخرى فنا وافداً
استفاد من الموروث المحلي. وتم تقسیم الد ا رسة على عدة محاور. تناول المحور الأول الد ا رما نشأتها وتطورها
منذ بدء الخلیقة، بافت ا رض أن الد ا رما تعبی ا رً طبیعیا وموضوعیا للإنسان في ص ا رعه مع نفسه ومع الآخرین من
حوله، إذا هي تلازم الإنسان في ح ا ركه الكوني، فتعددت مدارسها بتطور الإنسان وأعماره للكون. فنسبت
الد ا رما بملامحها المتعارف علیها للفیلسوف الإغریقي الأشهر أرسطو طالیس، فصارت تعرف باسمه "الد ا رما
الأرسطیة" والذي وضع أول اللبنات للسیطرة على الد ا رما وعلى متلقیها واستهدافها من المباشر لوعي وثقافة
المتلقي. لتكتسب خطورتها وأهمیتها على مر التاریخ فاصبحت تهتم بها الدول والمؤسسات لخلق الصورة
الذهنیة المثلى والمهیمنة حضاریا وفكریا،ً لتمثل الد ا رما عنوانا دائما ومتجدداً وقارئاً حصیفا لتطور العصر
ومآلا ته وم آ ره صادقة للتعبیر عن عصرها.أما المحور الثاني فتناول الد ا رما في السودان والذي لم یعرف
الد ا رما بمفاهیمها الأرسطیة المتعارف علیها وأن عرف نشاطا حیاتیا یحمل ملامح الد ا رما. فالعناصر الأثنیة
المكونة للنسیج الاجتماعي السوداني لم تعرف الد ا رما في بیئاتها الأصلیة ،فالعرب مثلا لم یعرفوا المسرح، وإن
حملوا لغة مشهدیه ثرة والأفارقة أیضا وإن مارسوا فعلا جسدیا معب ا رً عن آلامهم وآمالهم.فالتاریخ یثبت أن
الد ا رما وصلت السودان عن طریق الجارة الأقرب جغ ا رفیا ووجدانیا مصر والتي أرتبط اسمها سیاسیاً
بالاستعمار أیضا وفكریا وثقافیا بالمثقفین والمفكرین الذین تأثروا بعلمائها وأدبائها، والد ا رما والتي ارتبط اسمها
بالمسرح أقدم الفنون الأدائیة سخرت في السودان لتحمل هم قضایا أخرى كالتعلیم وإذكاء الروح الوطنیة وهذا
ما جلب لها دعما وعضدا حتى من المؤسسة الدینیة والرسمیة ولكن سرعان ما أهملت بعد تحقیق تلك
الأغ ا رض التي من أجلها سخرت.أما المحور الثالث فتناول قضایا الد ا رما والمجتمع لأنه لا یمكن عزل الد ا رما
عن محیطها الاجتماعي.فالسودان بحسبانه دولة نامیة ویقع في منظومة العالم الثالث، كان لابد أن یسخر
الفن لخدمة قضایا المجتمع الآنیة وتلك معضلة لها تعقیداتها ومشاكلها في مجمل الفنون وخاصة الد ا رما اذ
ظلت تابعا ومنفذا لخطابات أخرى والمثقف المنتج للد ا رما أصبح یحمل الكثیر من تلك التعقیدات نفسها والتي
أقعدت بالعمل الد ا رما وأثرت فیه كثی ا رً. والمحور الأخیر تناول حوار الأنا والآخر في الد ا رما والحوار والجدل
الذي أثر على مجمل الحیاة الثقافیة والفكریة والتنازع والفصام بین الواقع والتنظیر ومن ثم فشل النخب في
تحقیق أحلامها ومشاریعها ومن ثم تخصصها. إذا ما ت ا زل الد ا رما أسیرة التحولات السیاسیة في السودان مما
خلق جوا من الاضط ا رب النفسي والفكري في تحقیق ما هیة الد ا رما وضرورتها واستم ا رر دعمها والاهتمام بها.