Abstract:
تعتبر القراءات القرآنية من أقدم العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم ، لأنها صحبت النص القرآني منذ بداية نزوله،
ولصلتها الوثيقة بالنحو والصرف والتفسير وغيرها من العلوم التي لها صلة بالقرآن الكريم . فالعناية بها
نتيجة مباشرة للعناية بالقرآن في نصه كتابة وتلاوة وإلي اللغة بإعتبارها الوعاء الذي نزل به القرآن الكريم .
ولقدسية النص القرآني كان لأخذه عن طريق الرواية والسماع ، دون الإعتماد علي القياس اللغوي والرآى
هو المعتمد في الأخذ به في القراءة .
ومن هذا كان اجتماع المسلمين جميعاً على تنوع مدارسهم وإختلاف مذاهبهم . على أن القراءة سنة متبعة
يأخذها اللاحق عن السابق وأنها لا تؤخذ بالرآى والإجتهاد أو إعمال الفكر – وإن جاز ذلك في غير القرآن
الكريم – ومن شذ عن هذا الرآى لا يعول علي رأيه ، وإنما كان العمل بما أجمعوا عليه وهذا هو منهج النبي
صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عنهم من بعده . وهو القول بتوقيف القراءة على من سمعوا من
النبي صلى الله عليه وسلم وما وصل إليهم بالتواتر ، لا بالرآى والقياس والإجتهاد .
وعلى هذا المنهج منهج الاتباع وإلتزام السنة في القراءة تجتمع قلوب المسلمين فتتحقق بذلك وحدتهم نحو
كتابهم كما توحدت تجاه قبلتهم .