Abstract:
تبحث هذه الدراسة عن العلاقة بين القرآن والبحث العلمي . ومن خلال البحث في آيات القرآن الكريم نجد أن
القرآن الكريم قد حض الناس جميعاً للنظر في آيات الله الكونية للتعرف عليها وتسخيرها لمنفعة الإنسان.
وكان من سنن الله تعالى أن جعل المنافع الدنيوية للناس كلهم مؤمنهم وكافرهم وخص المؤمنين بالآخرة . فكل
من يعمل عقله ويوجه طاقته ويباشر الأسباب التي جعلها سبحانه، يسخر ويطوع الله له مخلوقاته فيصل إلى
الانتفاع بها. ولم يترك الله تعالى خلقه من غير هداية بل هداهم جميعاً وأنعم عليهم بالسمع والبصر والعقل،
ولم يكلهم إلى ذلك فقط بل أرسل لهم الرسل ليحتكموا إليهم إذا اختلفوا.
وكان من أجل النعم علينا هذا القرآن الذي حوى جميع العلوم ، ومنها كيفية البحث وأدواته وخطواته والتي
تبدأ بالنظر في آيات الله الكونية، ومن ثم آياته القرآنية بالتلاوة والترتيل والقراءة ثم التدبروالتفكر الذي يقود
إلى التعلم، مع توجيهه لاستخدام العلوم المكتشفة لما فيه صلاح الكون وحياة الناس، والبعد عن كل ما يؤدي
إلى الفساد . وقد توصلت الدراسة إلى أن القرآن الكريم دعا إلى إعمال العقل للوصول إلى الحقائق العلمية،
النظرية والتطبيقية والانتفاع بما في الكون من نعم، وذلك لاشتماله على جميع الحقائق التي تحتاجها البشرية
لحياتها . ودعت إلى وجوب الاستفادة من هذه الحقيقة وذلك بالرجوع للقرآن أولاً لبداية الانطلاق نحو البحث،
وآخراً للتأكد من صحة نتائج البحوث، لأن القرآن هو الحق المطلق بخلاف المعارف البشرية القاصرة.
وتوجيه الباحثين والمؤسسات البحثية لأهمية هذا الأمر . مع وجوب التأكيد على ربط دراسة العلوم التطبيقية
في الجامعات بالقرآن الكريم