Abstract:
هذه المسألة لها أهمية كبرى في وقتنا المعاصر وذلك لاتساع استخدامات دم الإنسان وتعدد احتياج الإنسان
المريض إلى هذا الدم ومكوناته واتساع رقعة العمليات الجراحية .
وقد اتفق الفقهاء على اختلاف مذاهبهم، على نجاسة دم الحيض ووقع الخلاف فيما عدا ذلك بالنسبة لدم
الإنسان على قولين:
القول الأول: إن الدم الخارج من الإنسان بجميع أنواعه نجس ، وهذا مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية
والمالكية والشافعية والحنابلة وابن حزم ، وقد حكى ابن حزم على ذلك في كتابه مراتب الإجماع.
القول الثاني: إن الدم الخارج من الإنسان طاهر كله، ماعدا دم الحيض فإنه نجس، وقد نصر هذا القول الإمام
الشوكاني، والشيخ صديق حسن خان، ورجحه العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني وقواه الشيخ ابن
عثيمين.
بعد عرض الأدلة ومناقشتها والنظر في أقوال من ذهب إلى أن دم الإنسان نجس وكذلك بعد النظر في فعل
بعض السلف من صحابة وتابعين وما ذكره الإمام الشوكاني وما آل إليه بعض المعاصرين من أن سائر دماء
الإنسان طاهرة ماعدا دم الحيض، ولعدم ثبوت حديث صريح صحيح في نجاسة سائر الدماء دون دم
الحيض، مال الباحث إلى القول الأخير وهو أن دم الإنسان طاهر ماعدا دم الحيض.