Abstract:
تهدف هذه الدراسة لتبين معني الحديث من وجهة نظر لغوية واصطلاحية اذ كانت اللغة منذ القدم محط أنظار الباحثين والمفكرين
والمبدعين إذ هي مركز الحياة الاجتماعية والفكرية والدينية ، نظر فيها فلاسفة اليونان وعلماء الرومان ورهبان الهنود. وخصص
لها العرب حيزاً واسعاً فتأثرت علوم اللغة عندهم بعلوم الشريعة متفاعلة معها ومتأثرة بها ومؤثرة فيها . بدأ ذلك في التشابه أو
التطابق أحيانا في المصطلحات التي يستعملها العلماء في الجانبين. فأسسوا بذلك نظرية لسانية مستقلة وشاملة للتحاور بين المنطق
وعلوم المناظرة وأصول الفقه والتفسير والنقد والبيان. أما في العصر الحديث فقد تشعبت العلوم اللغوية وتعددت نظرياتها
وفروعها ومجالاتها ، ولعل آخرها ما يعرف ب (السميولوجيا) المعاصرة ، وتعد اللغة أحد أهم المجالات في هذا العلم الحديث إذ
هي إحدى الإشارات التي تقوم على الاهتمام بها هذه الدراسة. قد انتبه الغربيون لضرورة الاهتمام بالمعنى، وذلك من حيث
الاهتمام لشكل الكلمات وجسمها. بالتالي تتطور الدلالة بين التعميم والتخصيص والرقي والانحطاط والانتقال، وقد وقع بعض ذلك
في ألفاظ وتراكيب الحديث النبوي، كما بينت هذه الورقة كيف نشأ علم الدلالة ومن أسهم في تلك النشأة والتطور؟، وبم تميز
الدرس اللغوي العربي عامة، والدلالي خاصة ماذا يعني مصطلح ( علم الدلالة) ما المعاني التي أداها لفظ ( دل) في القرآن
الكريم والمعاجم العربية ما أنواع التطور الدلالي؟ وما أمثلتها؟ كيف يمكن أن تُتخذ الأحاديث النبوية نموذجاً لشرح التطور
الدلالي؟ وذلك لبيان الكيفية التي نشأ وتطور فيها علم الدلالة بجهود العلماء العرب في الإضافة للفكر الإنساني عامة واللغوي
خاصة. توضيح دور التراكم المعرفي في إغناء الدرس الدلالي. شرح العملية الإبلاغية وما ترتكز عليه مع ذكر أهم أنواع التطور
اللغوي والتمثيل له باتخاذ الحديث النبوي ميداناً لشرح التطور الدلالي، وذلك باستخراج أمثلة منه ( من الحديث النبوي الشريف)،
بعد أن بينت الورقة معنى الحديث لغة واصطلاحاً وطرق روايته وتأثيره في اللغة العربية وفي ختام الورقة تسجيل لأهم النتائج
التي توصلت إليها.