Abstract:
تهدف هذه الددراسة ((التشكیل الاستعاري والكنائي في لامیة العرب)) للوقوف على أثر نمط الحیاة الخاصة التي
عاشها الصعالیك على صنعتهم الفنیة ؛ إذ أن مفارقة الصعالیك لمجتمع القبیلة لم یختاروها بل أجبروا علیها؛ بسبب
تمردهم على أعراف قبائلهم، ول كن هذا التمرد لم یكن كلیا،ً فصاحب اللامیة بالرغم من أنه لم یقف على أطلال
محبوبته ، ولم یدخل على موضوعه بمقدمة غزلیة كما یفعل الشاعر القبلي الجاهلي؛لأن شعر الصعالیك شعر الذات
،لا الشعر الذي یهتم بإرضاء مجتمع القبیلة ، بل یعبر الشاعر به عن حزنه وأساه ، ویسمع نفسه أو صحبه
الصعالیك. وتمرد الصعالیك لم یمنعهم من نقل ما یعتمل في نفوسهم إلى من یسمعهم حقیقة أو تمنیا،ً فكان لا بد
للصعلوك من التأكد من حسن وصول رسالتة لغیره؛ بحیث یسمع ویرى ویتعاطف – إن أمكن- فكانت بعض ألوان
الصنعة الفنیة العفویة التي تخیرت منها التشكیل الاستعاري والكنائي في لامیة العرب. والتي ظهر من دراستها وفق
المنهج الوصفي التحلیلي أن الشنفرى أحسن توظیف التشكیل الاستعاري والكنائي في البوح عن مشاعره. فكانت
تشكیلاته الاستعاریة بین عالمي الإنسان والطبیعة، وطغت مظاهر البداوة الصحراویة في التشكیل الكنائي، ووظف
الشاعر التشكیل الاستعاري لأكثر من الوضوح البصري فنقل المعنویات بالتجسیم لنطاق المحسوسات.