Abstract:
إن قضیة البحث عن منهج أو وجهة تقعیدیة , لایعوزها الحس والذوق الفني , هي روح الحیاة النقدیة وكیانها , في كل فكر وخاطر نقدي , أینما ولد إبداع إنساني فني . والقضیة عند النقاد العرب المحدثین
ملحة ؛ لاسیما بعد أن هجروا المنهج العربي القدیم وسایروا المناهج الأوروبیة الحدیثة سعیاً , وراء التطویر
والتحدیث , بل التغییر الجذري . فبعدما رسخوا جذور هذه المناهج النقدیة في الوجدان الحداثي العربي ,
طیلة النصف الأول من القرن العشرین , جدُّوا في البحث عن منهج عربي في الأدب والنقد , واستنفروا
الهمم النقدیة للنهوض بهذا العمل التأصیلي . ولقد أردنا في هذه الد ا رسة , الوقوف على نماذج من تلك
الجهود النقدیة , لفتح باب الحوار والنقاش والخلاف مرة أخرى , بعدما أخذت القضیة طریقها نحو الفتور ,
إن لم یكن الموات . فاستأنسنا بآراء عدد من نقاد العرب النابغین , في النصف الثاني من القرن العشرین ,
وأثبتنا موقفنا مما قالوا ؛ محاولین ترسم منهج أومسلك للخروج من مأزق البحث عن منهج تأصیلي للنقد
العربي الحدیث