Abstract:
تهدف هذه الدراسة إلى تقديم تمهيد نظري وتحليل متسق عن الصورة التشكيلية، بغية محاولة فهم وتفهيم
المشاهد بلغة الصورة وقيمتها الإنسانية، ومعرفة حقيقتها ومشكلة إيحاءاتها. بإتباع خطوات إجرائية اعتمدت
أدوات المنهج الوصفي. لحصر وتحليل بعض المكونات، والعناصر الظاهرة والخفية الملائمة للقراءة
التشكيلية. والنتائج كما يلي: الصورة التشكيلية حقيقة بصرية كونية، تنتظم الحياة وتعرض بطرق وأساليب
متعددة. يختلف الناس في مستوى إنتاجها ودرجة استخدامها وآلية قراءتها، حسب الثقافة والخبرة الفنية،
ومداخل الرؤية والتفكير والمران. تساهم في استثارة الإحساس الجمالي للمتلقي، وفي تفجير طاقته؛ مع ما
تحمله من معلومات في الوقت ذاته، وما تتضمنه من إيحاءات ومعاني، مقبولة أو مستهجنة. يتفاعل المتلقي
مع الصورة التشكيلية، بصدق، وإلفة، وبصورة متكررة؛ عندما ُتستدعي ذاكرته وُتسترعي ثقته، بالإثارة
والانجذاب أثناء المشاهدة. الصورة التشكيلية دائما في حالة جديدة؛ تعكس روح المجتمع والعصر، وتحكي
عن تسارع أنماط الحياة من حولنا، وتعدد رؤى المدارس الفنية. الفنان التشكيلي هو أساس التحكم في الإيحاء
داخل الصورة بخبرته الفنية ومهنيته. الصورة، وبخلاف وسائل التواصل الثقافي والإنساني الأخرى، فهي
قابلة للإدراك والقراءة، بمستويات متفاوتة، من كل الفئات العمرية، وهي تؤّثر فيهم جميعًا بدرجات متباينة.
كما يوصي ويقترح الباحث إجراء مزيد من الدراسات في هذا المجال الحيوي من جوانب علمية أخرى، وفي
البيئة المحلية