Abstract:
هدفت هذه الدراسة إلى إبراز صفة الطبيعة الإنسانية، واستقصاء إن كان الإنسان خيراً أم شريراً بطبيعته، كما هدفت الي التعرف علي موقف التربية الخلقية من إشكالية خبرة الشر وصولاً إلى الكشف عن تصور مثالي للتربية الخلقية في ضوء خبرة الشر. وصولاً إلى تحقيق أهداف الدراسة، تم استخدام المنهج الوصفي الوثائقي الاستنباطي مع الاعتماد على الوثائق والمنشورات والأدبيات المتوافرة في مجال الدراسة من أهم نتائج الدراسة : إن مأزق التربية الخلقية عموماً يكمن في أنها بينما تسعى لتأصيل كل القيم والمثل العليا في نفس الإنسان، تعمل خبرة الشر المركوزة في طبيعته كمعول هدم وإعاقة.إن التقسيم الثنائي للنفس الإنسانية إلى عقل وبدن وما لازمه من فصل بين العقل والبدن والواقع و المثال أدى إلى فكرة خاطئة وهي أن الأخلاق تقوم على الدوافع والنية لا على النتائج التي لا تدخل في الحساب الخلقي. تتصل الشرور في الغالب الأعم بانحرافات (الإرادة الإنسانية) واضطراباتها ومتناقضاتها وضروب الصراع التي تكمن فيها، و هنا تكمن صلة الأخلاق بالتربية الخلقية التي تبصر الفرد بسبل الإختيار الصحيح للقيم وتخفيف ما يعتمل في نفسه من تناقضات وصراع و خبرات الشر الكامنة فيه. إن ممارسة الإنسان لحريته وإرادته مرهون بهذا التعارض القائم بين الخير والشر في قرارة النفس، فوجود الشر إن دل على شئ إنما يدل على أن الإنسان يملك الحرية والإرادة الحرة التي تحكم و تختار. من منظور الإسلام، الإنسان ليس خيراً مطلقاً وليس شريراً مطلقاً، وإنما يولد مزوداً بامكانيات الخير والشر.