Abstract:
تكمن مشكلة البحث في تشخيص الأسباب الحقيقية لظاهرة النزاع في منطقة أبيي ودوافعه وما يترتب عليها من آثار سالبة على الحياة بالمنطقة وعلى النسيج الإجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني حيث أصبحت هذه الظاهرة تمثل تهديداً حقيقياً للأمن المحلى والقومي وأنذرت بإندلاع عنف في المنطقة ، أيضاً فشل الخطوات والإجراءات السياسية والإدارية والأمنية والقبلية التي قامت بها حكومتي السودان وجنوب السودان لمعالجة ظاهرة النزاع بسبب التدخلات الأجنبية في المنطقة بشتى الأنواع والتي أصبحت تمثل بعداً جديداً للقضية لتهدد الأمن القومي السوداني.
تأتى أهمية البحث في أن قضية أبيي تمثل قنبلة موقوتة إنفجارها يتعدى حدودها ليشمل السودان كله لذا فإن حلها يعتبر عاملاً مهماً في نجاح الإستقرار وإستتباب الأمن بالمنطقة ، كما يكشف البعد الخارجي كسبب مباشر لظاهرة النزاع في منطقة أبيي.
يهدف البحث إلي التعرف على الجذور والأسباب الحقيقية لظاهرة النزاع في منطقة أبيي ، إبراز الأثر السلبي في نفوس أبناء المنطقة ليس على مستوى الإستقرار فحسب بل على مستوى الوحدة الوطنية ، و الكشف عن تأثير البعد الخارجي في المنطقة وأثر ذلك على الأمن القومي السوداني.
يفترض البحث إن مجتمع منطقة أبيي بقبائله المختلفة قام ونشأ على فطرة التعايش السلمي منهجاً وسلوكاً وأن النزاع القائم ظاهرة تزول بزوال الأسباب ، و إن قضية أبيي باتت ظاهرة واضحة تهدد الأمن القومي السوداني خاصةً مع ظهور بوادر تدويل القضية.
استخدم الباحث المنهج التاريخي الوصفي التحليلي للتحقق من الفرضيات ، و عبر هذا المنهج خرج البحث بعدد من النتائج من أهمها أن النزاعات في منطقة أبيي نتاج وإفرازات طبيعية بحكم الطبيعة الرعوية والمرعى والكلأ وبالتالي هي غير مؤثرة على التعايش بين هذه القبائل ، بدليل أن هنالك تداخل إجتماعى ومصاهرة بين المسيرية والدينكا رغم وجود هذه الصراعات بالإضافة للتمازج الثقافي والديني حيث يوجد عدد من الدينكا يعتنق الإسلام متأثرة بالإحتكاكات مع قبائل العرب الرحل (المسيرية) وفي الجانب الآخر يوجد عدد من المسيرية يتحدثون لغة الدينكا بطلاقة وغير ذلك من الإشارات والأمارات التي تدل على التداخل والتعايش السلمي رغم الصراعات التاريخية والطبيعية بالمنطقة، لذا يمكن القول أن مجتمع منطقة أبيي بقبائله المختلفة قام ونشأ على فطرة التعايش السلمي منهجاً وسلوكاً و أن النزاع القائم يزول بزوال الأسباب .