Abstract:
هذه الدراسة محاولة لمعرفة اثر النزاع في جبال النوبة على الأسر بشكل عام مع التركيز على دراسة الأسر النازحة في ولاية الخرطوم بعد تجدد الحرب في جبال النوبة في العام 2011م. ركزت الدراسة على الأسر النازحة بمحلية امبدة وذلك لان محلية امبدة تعتبر اكبر مستقبل للنازحين من غرب السودان عموما ومن جبال النوبة بصفة خاصة.
تتمثل مشكلة البحث في معرفة اثر النزاع على الأسرة وذلك من خلال دراسة التغيرات التي طرأ ت على الوضع المعيشي و سبل كسب العيش للأسر النوبية النازحة في محلية امبدة, أيضا تهدف الى الكشف عن المعوقات التي تواجه الأسر دون التكيف على الأوضاع الجديدة بعد النزوح, مع معرفة التغير الذي طرأ على علاقات وادوار النوع الاجتماعي داخل الأسرة, أيضا التحقق من الآثار الاجتماعية التي طرأت نتيجة للنزاع و النزوح ألقسري.
ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة المنهج الوصفي و التاريخي حيث تم جمع البيانات الثانوية من المراجع و الكتب و الدوريات و التقارير ذات الصلة. أما البيانات الأولية تم جمعها بواسطة الاستبانة والمقابلات الشخصية و الملاحظة.
نتائج البحث:
- أوضحت الدراسة أن النزاع المسلح في جبال النوبة احدث تغيرات على الحياة المعيشية للأسر النوبية النازحة في محلية امبدة بولاية الخرطوم. كانت الأسر قبل النزوح تعتمد في كسب العيش على الزراعة و الرعي و المنتجات الغابية, لكن بعد النزوع تغيرت سبل الكسب فاعتمدوا على وسائل جديدة لم تكن مألوفة لديهم من قبل, حيث اعتمدت الأسر على العمل في الأعمال الحرة (المباني) كأجراء و العمل في المكاتب كعمال( شركات النظافة), وبعض منهم عمل في البيوت و بيع الأكل و الشاي, بالتالي فان وسائل الكسب للأسر النازحة تغيرت كليا.
- أوضحت الدراسة بان هناك معوقات تحول دون تكيف الأسر على الأوضاع الجديدة و التي تتمثل في عدم وجود تمويل للأنشطة التي يمكن إن تزيد من دخل الأسرة و المضايقات التي تتعرض لها من قبل السلطات.
- من الآثار السالبة للنزاع أن معظم الأسر فقدت بعض أفرادها و أن عدد كبير من الأسر أصبحت تعولها نساء نتيجة لفقدان العائل الأساسي أما بسبب موته أو انضمامه للحركات المسلحة وبالتالي ازدادت الأعباء على المرأة.
- أوضحت الدراسة إن عدد من الأطفال لم يلتحقوا بالمدارس بعد النزوح نتيجة لعدم مقدرة الأسر لتوفير المصروفات المدرسية الشيء الذي دفعهم للعمل في الأعمال الهامشية لمساعدة أسرهم.
- بالرغم من الأعباء الإضافية التي ألقيت على المرأة إلا أنها اكتسبت جوانب ايجابية مثل اتخاذ القرار داخل الأسرة, كما و أنها أصبحت تشارك في التنظيمات الاجتماعية الخاصة بالمرأة و منظمات المجتمع المدني.