Abstract:
منذ بدء الثورة الصناعية قبل نحو قرنين من الزمن تطورت الصناعة تطوراً هائلاً ولا زال هذا التطور يتسارع بوتيرة عالية. قد يصاحب هذا التطور تنافس شديد بين الدول الصناعية وبين المؤسسات المختلفة نفسها وعلى المستوى العالمي. ومع إزالة الحواجز الإقتصادية والمالية ضمن المجموعات الاقتصادية الواسعة (السوق الأوربية) وبين الدول الصناعية كافة ضمن ضوابط منظمة التجارة العالمية أصبح التنافس مفتوحاً عالمياً.
أحد السمات الأساسية لهذا التنافس الشديد سعي كافة المؤسسات الصناعية ومؤسسات الاستثمار المالي إلى رفع كفاءة المنشآت الصناعية إلى أعلى درجة ممكنة وخفض كلفة الإنتاج إلى أقل درجة ممكنة وما يتبع ذلك من إمكانية توسيع المبيعات ورفع ربحية الاستثمار.
تعتبر كلفة الصيانة واحدة من العوامل الرئيسية في كلفة الإنتاج. وكلفة الصيانة هذه في ازدياد مستمر تبعاً لزيادة تعقد وتطور الآلة. لذا كانت السيطرة على هذه الكلفة والسعي للتقليل منها مع الحفاظ على كفاءة الصيانة أوحتى رفع هذه الكفاءة واحدة من أهم أهداف المؤسسات الصناعية في عالم اليوم المتميز بهذا القدر من التنافس. وبحكم هذا الواقع اكتسبت الصيانة خلال العقود القليلة السابقة أهمية خاصة وأصبحت حقلاً لدراسات نظرية معمقة وتطورت مفاهيمها بصورة جذرية عما كانت عليه في بدء الثورة الصناعية أوحتى عندما نقارنها اليوم مع ما كانت عليه قبل بضعة عقود.