Abstract:
لم تكن العمارة في وقتنا الحالي بمنأى عن التطور التكنولوجي الذي لحق بالعالم, فبدأت التقنيات الحديثة في دورها لتحديث العمارة وصنعت منها كتلا تفكر وتحلل وتقرر وتنفذ,كل ذلك لراحة المستخدمين وصنع بيئة داخلية مثالية والتنمية المستدامة ففكرالانسان كيف يمكن للتكنولوجيا ان تخدم المجتمع والاجيال المستقبلية في الحفاظ على الطاقة, فخلقت المباني الذكية وادخلت فيها أنظمة تحكم ذكية قادرة على صنع واتخاذ القرار والتحكم في جميع وظائف المبنى (التكييف , الاضاءة,المياه, وغيرها..).أحد اهم هذه الانظمة هو نظام ادارة المبنى الذكي الذي يلعب دور العقل المفكر في المبنى وباقي الانظمة,فهو يستقبل الاشارات ويصدر الاوامر ويرسلها الى الانظمة الاخرى ويديرها,وهو عبارة عن وحدة حاسوبية مركزية مرتبطة مع باقي الانظمة بوسائل الاتصال السلكية واللاسلكية.من اهم فوائد النظام قدرته على ادارة طاقة المباني وترشيدها(يصل التخفيض في الطاقة الى 70%) والعائد الاقتصادي من هذا الترشيد وكذلك الراحة للمستخدمين وسهولة التعامل مع المبنى وزيادة عامل الامان فيه.قد يعتقد البعض ان التكاليف العالية قد تكون عائقا للاستخدام الا ان ذلك غير صحيح فتكلفة النظام منخفضة نسبيا للمنفعة العائدة فلا تتجاوز تكلفته 2.5% من التكلفة الكلية ويستردها المبنى في فترة تتراوح من 5أشهر الى 5 سنوات . انتشر استخدام هذا النظام عالميا واقليميا بشكل كبير في المباني بأنماطها المختلفة(سكنية ,تجارية ,حكومية,خدمية ,وغيرها)الا ان استخدامه في السودان انحصر في اطار ضيق يكاد يكون معدوما نظرا لعدم توفر شركات سودانية مختصة في مجال أتمتة المباني, قد يكون السبب وراء ذلك قلة الوعي الكافي بأهمية النظام أو التخوف من تكاليفه على اعتقاد بأنها باهظة او لعدم تقبل المجتمع بعد لفكرة الاتمتة الكلية للمباني, تكمن بعض الحلول في نشر الوعي الكافي بأهمية النظام,والتسهيلات اللازمة للاستثمار في النظام والتنسيق بين الدول والشركات الراغبة .تناول البحث في الفصل الاول مقدمة عامة ,وفي الفصل الثاني تناول الجانب النظري من الدراسة مع تحليل لبعض الدراسات والامثلة المشابهة, وفي الباب الثالث دراسة للوضع الراهن في الخرطوم لاستخدام النظام واستبيان لعينة عشوائية من المجتمع مع محاولة لتطبيق الدراسة في احد مباني مدينة الخرطوم , واخيرا في الفصل الرابع بعض النتائج والتوصيات حول هذه الدراسة.