Abstract:
آلة الجيتار من الآلات المعروفة والمحبوبة والأكثر انتشاراً وسط الشباب فى العالم، ظهر الجيتار منذ القرن السادس وتطور وكان عدد أوتاره أربعة، وبنهاية القرن السادس عشر زاد عدد الأوتار وأصبح ستة، ينسب بعض المؤرخين أصل الجيتار إلى الثقافة العربية القديمة فى عهد الفتوحات الإسلامية حيث انتقل الجيتار إلى اسبانيا وتطور فيها وانتشر منها إلى بقية الدول الاوربية الأخرى، والبعض الآخر يرى أن اسبانيا هى الموطن الأصلى للجيتار، وظهر مؤلفون وعازفون فى تلك الفترة قاموا بوضع مناهج ومقررات دراسية لهذه الآلة تعين الدارس فى تعلم آلة الجيتار الكلاسيكى وأصبحت فيما بعد مناهج كاملة اعتمدت عليها أكبر الجامعات والأكاديميات الموسيقية على نطاق العالم، أما فى السودان فقد بدأت دراسته الفعلية فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح عند افتتاحه فى العام 1969م ومنذ ذلك الوقت ظلت المناهج والمقررات تعتمد على المناهج الأجنبية لأهم الموسيقيين العالميين الذين وضعوا مدارس معينة لآلة الجيتار ومنهم على سبيل المثال- F.Sor وM.cracassi وM. Julluani وV. Labose.
الجيتار بالسودان:
أول ظهور واستخدام لآلة الجيتار فى الموسيقى السودانية كان بجنوب السودان منذ اربعينات القرن الماضى تقريباً. أما ظهوره ومحاولة استخدامه بشمال السودان كان فى النصف الثانى من خمسينات القرن الماضى كما ذكرنا، ومع بداية الدراسة بمعهد الموسيقى والمسرح والفنون الشعبية فى العام 1969م أصبح الجيتار أحد التخصصات الدقيقة وتعتمد دراسته على المنهج الكلاسيكى الغربى والإسلوب العزفى الذى يستخدم الأصابع الخمس لليد اليمنى، وكانت تقوم بتدريسه الأستاذة الألمانية (سامية الأزهرية) كاستاذة متعاونة، وتتلمذ على يدها عدد من الطلاب من بينهم معد هذا المنهج لمده عام دراسى ونصف تقريباً، (أى الفترة الدراسية الأولى والثانية والثالثة)، وفى العام 1980م تركت الأستاذه سامية الأزهرية التدريس بالمعهد ولم يكن هنالك أستاذ متخصص (تخصص دقيق) فى الجيتار خلفاً لها سواء من الأساتذة الأجانب أو السودانيين، وحفاظاً على أن يكون تخصص الجيتار موجوداً بالمعهد، بدأ الأستاذ الكورى مستر بى (تخصص كمان) بتدريس آلة الجيتار ويعاونه مساعد التدريس محمد سيف الدين على (تخصص شيلو) بحكم دراسته للجيتار كآلة إضافية مع سامية الأزهرية.
فى العام 1986م تم تعين معد المنهج مدرساً متعاوناً، وفى العام 1987م تم تعينه مساعد تدريس(معيد) .. وحتى تلك الفترة لم تكن هنالك مقررات دراسية أو منهجا واضحاً قائم على أسس علمية وأكاديمية واضحة تنتقل بالدارس وتطور ادائه باسلوب منهجى واضح، ومنذ ذلك الوقت قام معد المنهج بعدة محاولات وتجريب لوضع مقرر متدرج يعتمد على تدريس بعض المؤلفات السودانية المعروفة تحت إشراف الأستاذ الكورى مستر (بى) على أن تدرس بخط متوازى مع المؤلفات الموسيقية العالمية، وفى العام 1990م تم ابتعاثه إلى اكاديمية روسيا الموسيقية وهناك واصل محاولاته وتجاربه فى إعداد منهج للموسيقى السودانية لآلة الجيتار بالإضافة إلى دراسة المنهج الغربى المقرر بالأكاديمية تحت إشراف أستاذ الجيتار نيكولاى كملياتوف والبروفيسور الكسندر فراوجى حتى نهاية البعثة فى أكتوبر من عام 1997م.
بعد سنوات من التدريس والخبرة الدراسية والعملية توصل معد المنهج لوضع مقرر يساعد فى تدريس آلة الجيتار يعتمد على الموسيقى السودانية أعده علمياً فى ستة أجزاء يتضمن المنهج الغربى وبخط متوازى مع المقرر السودانى بالتدرج سعياً لإدخال أعمال معروفة للدارس السودانى تساعده فى تعلم آلة الجيتار، كما تفيد الدارس الأجنبى بالتعرف على نغمات خماسية وفى هذا نشر للثقافة الموسيقية السودانية.