Abstract:
( دور المشرف التربوي في تطوير العملية التعليمية )
دراسة تهدف إلى التعرف على دور المشرف التربوي في تشخيص قدرات المعلم الحقيقية وإمكاناته الفعلية والمهنية وفي رفع مستوى فاعلية التدريس لدى المعلمين, والتأكيد على دور المشرف التربوي في إنجاح وتطور العملية التعليمية. ذلك من خلال تطبيق الدراسة على مجموعة من المشرفين التربويين, مدراء المدارس, معلمو المرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية بمحافظة جدة.. المملكة العربية السعودية خلال فترة زمنية محددة في العام الدراسي الهجري 1427 – 1428 .
وقد وضع الباحث أهداف مقننة لهذه الدراسة تمثلت في التعرف على دور المشرف التربوي في تشخيص قدرات المعلم وإمكاناته الفعلية والمهنية, وأيضاً التأكيد على دور المشرف التربوي في نجاح وتطور العملية التعليمية. حيث تم ذلك من خلال صياغة الفروض التالية: توجد علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائية بين نظام الإشراف التربوي وكل من:
الإدارة المدرسية, القياس والتقويم, التدريب أثناء الخدمة, التطوير التربوي, المناهج الدراسية.
ولتحقيق هذه الأهداف استخدم الباحث المنهج الوصفي والتحليل المقارن. حيث تم جمع مادة البحث من عينة عشوائية بسيطة من المدرسين ومدراء المدارس الابتدائية والمشرفين التربويين بمحتفظة جدة على النحو التالي:
1) تم اختيار عينة عشوائية بسيطة ضمت تسعون معلماً ومديراً (55 معلماً و35 مديراً) من المدارس الابتدائية الحكومية بمحافظة جدة وخصص لهم استبانة تحوي 20 فقرة بنظام سلم لبكرت الخماسي.
2) تم اختيار عينة عشوائية بسيطة ضمت 75 مشرفاً تربوياً بمناطق جدة الإشرافية المختلفة وخصص لهم أيضاً استبانة تحوي 30 فقرة وبنظام سلم لبكرت الخماسي.
وبداية كان لابد من تسليط الضوء على جزء مهم يوضح ما يعلق بالموضوع من الناحية النظرية وهو ما يعرف بالإطار النظري بداية بتطور مفهوم الإشراف الفني ومهام الإشراف التربوي, مروراً بالأنماط الحديثة في الإشراف التربوي وكيفية إعداد المشرف وتأهيله إلى ذكر تطوير أداء المشرف التربوي وتحسين مستواه, وأخيراً إيجاز بعض الدراسات السابقة وكانت دراسات باللغة العربية ودراسة واحدة باللغة الإنجليزية.
أما إجراءات البحث فقد استخدم الباحث المنهج الوصفي مع استخدام التحليل الإحصائي اللامعلمي وذلك بإيجاد النسب المئوية والوسيط والتكرار باستخدام مربع كاي ومعامل الارتباط بين كل متغيرين من أبعاد المقياس. حتى تم التوصل إلى النتائج التالية:-
1- توجد علاقة ارتباط بين نظام الإشراف التربوي والإدارة المدرسية من جانب المدرسين ومدراء المدارس, والمشرفين التربويين من جانب آخر.
2- توجد علاقة ارتباط بين نظام الإشراف التربوي والتدريب أثناء الخدمة لدى المدرسين من جانب المدرسين ومدراء المدارس, والمشرفين التربويين من جانب آخر.
3- توجد علاقة ارتباط بين نظام الإشراف التربوي والقياس والتقويم من جانب المدرسين ومدراء المدارس, والمشرفين التربويين من جانب آخر.
4- توجد علاقة ارتباط بين نظام الإشراف التربوي والتطوير التربوي من جانب المدرسين ومدراء المدارس, والمشرفين التربويين من جانب آخر.
5- لا توجد علاقة ارتباط بين نظام الإشراف التربوي وتطوير المناهج الدراسية من جانب المدرسين ومدراء المدارس.
6- توجد علاقة ارتباط بين نظام الإشراف التربوي وتطوير المناهج الدراسية من جانب المشرفين التربويين.
وفي ظل النتائج السابقة رأى الباحث أن يضع توصيات من شأنها أن تحدث تغييراً نحو الأفضل لو أخذت بعين الاعتبار مستقبلاً تمثلت في الآتي:-
1/ توعية مدراء المدارس والمعلمون بأهمية التجديد التربوي لمناهج التدريس.
2/ إتاحة الفرصة لمدراء المدارس والمعلمين للمساهمة الفعالة في عملية التطوير.
3/ توفير برامج التدريب للمعلمين أثناء الخدمة.
4/ ممارسة المشرف التربوي للأساليب الحديثة في الميدان لتحسين وتقويم العملية التعليمية.
5/ الاهتمام بمشكلات المعلمين المهنية والعمل على حلها جذرياً حتى يتفرغ المعلم لمهنته.
6/ وضع معايير محددة عند اختيار العاملين في مجال الإشراف التربوي وكذا الإدارة المدرسية.
7/ إتاحة الفرصة للعاملين في الميدان التربوي لتطوير قدراتهم, وإثراء معارفهم من خلال إكمال الدراسات العليا, حضور الدورات والمؤتمرات المتخصصة, توفير البحوث والدراسات التربوية.
8/ ضرورة إتاحة الفرصة للمعلم لاختيار الأسلوب الإشرافي المناسب له.
وأخيراً تأتي الخاتمة التي حوت عدة محاور أوردها الباحث حيث أصبح الميدان يعاني من فراغ في تقديم الخدمات الإشرافية وبرزت حاجة ملحة لسد هذا الفراغ. وبذلك لابد من وجود عدداً من الضوابط والمعايير التي يمكن في ضوئها التعامل مع معطيات المستقبل والاستعداد لعالم متغير من خلال الإجابة على السؤال التالي:-
س/ ما هو دور الإشراف التربوي الجديد في عصر التعقيدات والتغيرات المتسارعة التي تعصف بالعالم المتحضر؟
من الممكن إيجاز هذه الضوابط والمعايير في الآتي:
أ/ الاعتماد على قيادات تربوية ذات رؤى وخيال خصب.
ب/ استخدام التخطيط الاستراتيجي.
ج/ استخدام التفكير المنظم في أداء العمل.
د/ بناء قواعد وأنظمة معلوماتية لتحديد البيانات والمعلومات والاتجاهات حول حالات التغير واختلاف احتياجات المعلمين.
هـ/ تنمية الموارد البشرية (اعتماد نظام التطوير الشامل).
و/ تقديم خدمات نوعية تتمثل في العمليات والإجراءات والبرامج المصممة لتحقيق رؤى فريق العمل.
هذه المعايير والضوابط سوف تسهم في مساعدة المعلمين والمشرفين وكذلك القيادات التربوية على الاستجابة بطرق جديدة للحياة المعقدة في نظام التعليم بهدف مقابلة الاحتياجات المتغيرة...
وكتوصية شاملة للدراسات والبحوث المستقبلية, فإن تسخير الدراسات للاهتمام بتطوير المناهج والبحوث في دول مجلس التعاون الخليجي من شأنه أن ينهض بالعملية التعليمية من مختلف محاورها.